الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية لم يبق لنا إلا الوداع

انت في الصفحة 19 من 28 صفحات

موقع أيام نيوز

ترتبي لفرحنا وأنا هاجي النهاردة وهتكلم مع عمي واتفق معاه على كل حاجة
أنهى أمجد اتصاله دون أن يترك لها حق الرد ووقفت منار تحدق بهاتفها بتيه واتجهت بشرود نحو فراشها وجلست تفكر بتغير أمجد الغريب فغضبه غير المبرر منها لا داعي له أبدا فكان من الممكن أن يطلب منها ما يريده دون الحاجة إلى رفع صوته في حين غادر أمجد المؤسسة وعاد إلى منزله فاستقبلته ليان بابتسامة هادئة وأردفت
_رجعت بدري النهارده يعني إيه مافيش صفقات جديدة ولا عقود هتتراجع
أشاح أمجد بوجهه عنها واتجه إلى غرفة نومه فتبعته ليان واعترضت طريقه قائلة
_مالك يا أمجد شكلك متعصب زي ما تكون متخانق
ألقى أمجد بجسده فوق فراشه ورماها بنظرة ڼارية وأردف
_متعصب علشان المفروض لما أرجع من شغلي ألاقي مراتي مستنياني مش ألاقيها مطنشاني وتكلمني كأني بشحت منها فلو مضايق أوي أني متعصب فحقك عليا ولو وجودي مضايقك أنا ممكن امشي عادي المهم راحتك ما هو البيت بيتك وأنا ماليش الحق أتكلم أو أعترض
عاد أمجد وهب عن فراشه فمنعته ليان من مغادرة الغرفة وهي تتوسل قائلة
_أمجد أرجوك أنا مش قصدي أي حاجة واللي حصل مني أمبارح بابا عاتبني فيه ولو كنت بسألك فأنا استغربت لأني ليا فترة بطلب منك ترجع بدري وكنت تقولي عقود وصفقات
زفر أمجد وأشاح بوجهه عنها وأردف
_أنت بتزودي الغلط بغلط يا ليان وبدل ما تعتذري بتقولي إنك متراجعتيش إلا لما عمي كلمك يعني محستيش أنك غلطانة من نفسك عموما أنا عند كلامي لو مش عايزاني أنا ممكن أمش
الټفت حوله ووضعت يدها فوق شفتيه لتمنعه من قولها وانهمرت دموعها قائلة
_أنا آسفة يا أمجد بس أوعى تسيبني أنت عارف أنا بحبك قد إيه ومقدرش استغنى عنك
جذبها نحوه وكفكف دموعها وأردف
_يا ليان أنا كمان بحبك ويمكن أكتر منك بس سبق وقلت لك لو زعلانة مني فأي حاجة تعالي اتكلمتي معايا واشتكي لي مني وبلاش تستكت يا حبيبتي أنا ملاحظ من فترة أنك ساكتة وكل ما أبص لك تخبي عينك عني حاولت أجرك فالكلام بس أنت رافضة وبصراحة بعد اللي عملتيه معايا امبارح وأسلوبك دلوقتي فالكلام جرحني وحسيت أنك بتقللي مني ومش عايزني عموما حقك عليا ويا ستي لو في حاجة صدرت مني ومزعلاك قوليلي وأنا أصالحك واعتذر لك كمان ولو حابة أخدك وأطلع قصاد عمي أبوس راسك فأنا مستعد
زادتها كلماته ندما فتشبثت به وأردفت
_لا يا أمجد أنا اللي غلطت ومفروض اعتذر لك مش أزود زعلك مني
ربت أمجد ظهرها وحملها ومددها فوق فراشه وتسطح بجوارها وجذبها واضعا رأسها فوق صدره وأردف
_أنا عارف إن موضوع الحمل اللي أتأخر مأثر عليك ومضايقك علشان كده أنا قررت أخد أجازة وأسافر معاك تكشفي فالمكان اللي تشاوري عليه وتشوفي علاج غير اللي جربتيه هنا المهم أنك تهدي وتبطلي تقفلي على نفسك وتحرميني منك
داعبت وجهه بإصبعها وأردفت
_مافيش داعي نسافر أنا خلاص اقتنعت إن كل حاجة مكتوبة وربنا لو رايد لي أكون أم أكيد هبقى أم من غير ما أسافر
سألها أمجد بحيرة عن سبب اقتناعها فأجابته بحرج
_بصراحة أنا كنت مقصرة مع ربنا بس الحمد لله رجعت انتظمت فالصلاة
________________________________________
والتزمت بالأذكار ومن امبارح وأنا حاسة بالراحة
مد أمجد يده ورفع وجهها نحوه وأردف
_يعني مش هتتعصبي كل شهر وترمي الاختبارات وتخاصميني كأني السبب
هزت رأسها بالنفي فابتسم قائلا
_حيث كده يبقى تصالحيني على اللي حصل منك وتعتذري لي كمان
احمر وجهها حرجا وأردفت
_وبعدين يا أمجد عايزني أصلحك الضهر طب ما تخليها بالليل ونسهر سوا سهرة حلوة من بتوع زمان
اسكتها أمجد بوضعه إصبعه فوق شفتيها وقوله
_أنت تصالحيني دلوقتي وأنا أسهرك بالليل بعد ما أرجع من مشواري اتفقنا
أومأت وهي تجذب رأسه نحوهها وهي تهمس له بمشاعرها نحوه
8 انكسار
عزمت على تنفيذ قرارها لابد أن ستصل لإجابة سؤالها رغم أنف الجميع واتجهت صوب مكتب أيمن وولجته دون إذن وجلست أمامه فنظر إليها بضيق وأشاح ببصره عنها قائلا
_هو مش في باب يا آنسة تخبطي عليه الأول قبل ما تدخلي ولا البشمهندسة متعرفش حاجة عن الذوق
ابتسمت ببرود ووضعت ساقا فوق الأخرى وأجابته باستفزاز
_عادي يا بشمهندس ما أنا وأنت تقريبا فحكم زمايل العمل وما أظنش أن زميلك كل ما يدخلوا المكتب يخبطوا عموما ليك عليا المرة الجاية أخبط المهم قولي القهوة اللي وقعت على التصميم كانت بوش ولا من غير وش
اعتدل أيمن بمقعده ورمقها بضيق وزفر بقوة لمحاولتها استفزازه الواضحة وأردف
_ كانت بوش وسادة يا بشمهندسة
ضحكت منار هازئة وصڤعته بقولها
_ليها حق تقع أصل مينفعش تبقى بوش وأنت موجود
هب أيمن عن مكانه وصاح پغضب
_جرى إيه يا بشمهندسة أنت جاية مكتبي تشتميني ولا إيه
وقفت منار أمامه ووضعت كفيها فوق سطح مكتبه وأردفت بجدية
_لا أنا جاية أعرف منك اسم اللي زقك عليا علشان ترفض التصميم ولعلمك أنا مش همشي من هنا إلا لما تقولي وصدقني أنت لو متكلمتش أنا هطلع على مكتب البشمهندس سامر وساعتها هتلاقيه بيطلبك وهيعرف منك بطريقته
ازداد تجهم وجهه إزاء إصرارها الغريب لمعرفة اسمه وټهديدها له وبادلها النظرات لبضع ثوان تأكد خلالها إنها لن تتراجع عن معرفة إجابة سؤالها مهما أراد فزفر بحنق وأردف
_لو مصممة تعرفي يبقى توعديني إن الكلام اللي هقوله هيفضل سر بينا وأنك مهما حصل مش هتجيبي سيرة للمهندس سامر ولا هتدخليه ما بينا
أومأت منار ووعدته ولاحقت وجهه بعيون وجلة وأحست بقلبها يرجف خوفا وحين اخبرها هويته تراخت ساقاها فدعمت جسدها بتمسكها بحافتي مكتبه وتمالكت نفسها فلا مجال لها لټنهار أمامه أو تتخاذل فامعنت نظرت إليه واقرت پألم
_وأنا عندي وعدني ليك إن محدش هيعرف منى أي حاجة بس وأرجوك بلاش تحاول تبلغه وتقوله أني عرفت علشان ساعتها أنا مش هسكت إلا لما تترفد من هنا اتفقنا
غادرت منار مكتبه بقلب منفطر وعادت إلى مكتبها المؤقت الذي فاجئها سامر به وجلست بتيه تشعر بتوقف عقلها حاولت منار عدم التفكير في الأمر ولكنها لم تفلح فقررت المغادرة وأثناء سيرها لمحها سامر فترك ما بيده ونادها ولكنها لم تنتبه لصوته إلا حين اعترض طريقها وحين تقابلت أعينهم أجفل من نظرات الحزن الواضحة بعينيها وأردف
_مالك يا منار هو في حد هنا ضايقك ولا حاجة
هزت منار رأسها بالنفي وهتفت بصوت محشرج
_ما فيش أنا بس مصدعة شوية فقلت أمشي
أشار إليها سامر بمرافقته ولم تدر منار لما استجابت لدعوته وتبعت خطواته وجلست بجواره بسيارته واسندت رأسها إلى النافذة بجوارها وتاهت مرة أخرى بدائرة أفطارها بعد قليل صف سامر سيارته أمام أحد المقاهي فانتبهت وتطلعت حولها بحيرة وعادت بعينها إليه وسألته
_أنا إيه اللي جابني هنا
منعها سامر من المغادرة وأصر على دعوتها لتحتسي برفقته القهوة فأطاعته بضيق وجلست أمامه بوجه متجهم فأشار إلى عبوسها وأردف
_على فكرة أنت لو فضلت مكشرة كتير هتعجزي بدري دا غير إن الناس

________________________________________
اللي قاعدين حوالينا ممكن يطلبوا لي الشرطة ويقولوا أني خطڤك
رسمت منار ابتسامة واهية فوق شفتيها فسارع سامر قائلا
_بصي هو أنا آسف بس بلاش تبتسمي وخليك مكشرة أحسن
18  19  20 

انت في الصفحة 19 من 28 صفحات