الأربعاء 04 ديسمبر 2024

رواية جديدة حصرية بقلم ندى ممتعة للغاية

انت في الصفحة 56 من 118 صفحات

موقع أيام نيوز


صوتك ياملاذ واللي حصل ده ياريت محدش يعرف بيه ولا يعرف إننا بعد شهر هنتطلق هنتصرف طبيعي قدام أهلك وأهلي .. مفهوووم
هزت رأسها بالموافقة ودموعها تزداد في الأنهمار أما هو فوقف وانصرف متجها للغرفة المجاورة لتقف هي وتسرع بإغلاق الباب وتنكب على الأرض باكية پعنف ولا تتمكن من التقاط أنفاسها من شدة البكاء تقسم له أنها لم تكن تقصد خيانته وتغيرت تماما بعدما تزوجته وأصبحت تحاول جاهدة لنزع ذلك العشق المحرم من قلبها لتكون ملكا له بجميع جوارحها .. ولكن الأمر يحتاج لبعض الوقت ولو اعطاها الفرصة فهي بالتأكيد ستصلح الجرم الذي ارتكبته في حقه وستثبت له أنها تريد أن تكون زوجته هو ولا تريد أن يكون في قلبها رجل غيره ولكن للأسف فلا سلطان على القلب !! .

كان يقود خطواته الراكضة نحو باب المستشفى حتى استوقفه انتظار الحارس فتوجه إليه وهتف في زعر 
_ حصل إيه يامسعد 
أطرق رأسه في أسف وحزن مغمغما 
_ أنا كنت تحت عند باب العمارة ومرة واحدة لقيت عربية الإسعاف وقفت وطلعوا على فوق مجاش في بالي إنها هتكون والدة الأنسة شفق نهائي وبعديها بدقايق لقيتهم نازلين وهما شايلنها على النقالة وكانت قاطعة النفس يعني مټوفية من قبل ما توصل المستشفى وركبت الأنسة شفق معاها في العربية وأنا جيت وراهم علطول والدكتور بمجرد ما كشف عليها قال إنها مټوفية بسبب غيبوبة سكر
مسح على وجهه وهو يتأفف بقلب موجوع ويهتف معنفا إياه 
_ وإنت متصلتش بيا ليه من وقت ما جات عربية الإسعاف
_ تلفوني كان فاصل شحن واستنيت لغاية مايشحن شوية واتصلت بيك
_ طيب وهي فين دلوقتي 
أجابه في خفوت 
_ منتظرين حد يخلص إجرارات الۏفاة والخروج عشان تبدأ في تصريحات الډفن والأنسة شفق اڼهارت وادوها حقنة مهدئة وصحبتها جات من حوالي خمس دقايق ومعاها دلوقتي
استقرت في عيناه نظرة مريرة ثم تركه وسار نحو الداخل ببطء إلى متى سيستمر في تلقى أخبار ۏفاة احبائه إلى متى سيظل هو من يتولي تصريحات دفنهم ويكون هو أول من يدخلهم لقبرهم .. ذاق العڈاب لأول مرة عند ۏفاة والده ومن بعده زوجته ولحق صديقه بها والآن المرأة التي لطالما أحبها وأعتبرها أما ثانية له !! .
جلس على أقرب مقعد وجده أمامه واحني رأسه ډافنا إياها بين راحتي يديه وأعتق دمعة كانت تحارب من أجل السقوط كانت تحارب لأجل كل الآلام والأوجاع التي سكنت قلبه بفراق أحبته .. أصبح يخشى العيش أكثر فيشهد فقد عزيز آخر ! .
بعد مرور دقائق من الصراع والحزن هب واقفا واتجه نحو الغرفة التي تكمن بها شفق وطرق الباب بهدوء شديد ففتحت له نهلة التي كانت عيناها تذرف الدموع بغزارة .. حتى جاءها صوته الضعيف وهو لا ينظر لها 
_ عاملة إيه دلوقتي 
غمغمت في صوت باكي 
_ جاتلها حالة اڼهيار وعصبية بقت تصرخ بطريقة هستيرية أنا مشوفتهاش كدا يوم ۏفاة سيف والممرضات ادوها حقنة مهدئة ولسا نايمة
قال في إيجاز لعدم قدرته على التحدث 
_ طيب خليكي جمبها معلش ومتسبهاش لغاية ما اخلص الإجراءات وكل حاجة
أماءت له بالموافقة وهي تمسح دموعها التي تسقط تلقائيا حزنا على صديقتها وأمها بينما هو فاستدار وانصرف .....
انتهت اجراءات الډفن كاملة وتم العزاء ومر يوم كاملا ومع فجر اليوم الأول كان ضوء الشروق خاڤت في السماء والأجواء هادئة تماما في الشوارع إن قمت بإلقاء أبرة ستسمع صوتها كأنها قطعة حديد سميكة !! .
كان يسير على قدميه وحيدا واضعا قبضتيه في جيبي بنطاله بعد أن قضى وقته المعتاد مع كل من زوجته وصديقه يشكو لهم همه وألمه ولا تخلو جملة دون أن
يبوح بمدى شوقه وتعطشه لمعانقتهم مجددا فقد بدأت الأعباء تثقل وظهره بدأ في الانحناء ولكنه يعافر ولا يقبل الضعف ! .
وصل أخيرا بعد دقائق طويلة من السير على الأقدام وفتحوا له حراس البوابة الرئيسية الباب ليدخل بهدوء تام ويتجه نحو الأريكة المتوسطة

في آخر الحديقة ثم يلقى بجسده عليها لتركض التي كانت تقف في شرفتها منتظرة قدومه على أحر من الجمر وبعد لحظات وقفت أمامه ثم انحنت وملست على شعره الغزير مغمغمة في حنو وعتاب رقيق 
_ كرم كنت فين يابني لغاية دلوقتي قلقتني عليك !
فتح عيناه المرهقة وابتسم لها ببساطة ثم التقط كفها وقبل باطنه في رقة واعتدل جالسا لتجلس هي بجواره وتهمس في شفقة 
_ مالك ياكرم !
تطلع إليها بأعين تسبح بها الدموع الموجوعة ثم اقترب والقي بنفسه بين ذراعيها لينعم بحنانها الذي يزيح عن نفسه شقائها ويخرج صوته مبحوحا 
_ تعبان يا أمي تعبان أوي
هطلت دموعها بغزارة حړقة وألم على عزيزها وفلذة كبدها الذي ينهار رويدا رويدا أمامها وهتفت بنبرتها الباكية 
_ ليه بتعمل في نفسك كدا ياحبيبي .. كفاية يابني ابوس إيدك !
وجدته يهتف في ابتسامة تحمل كل أصناف الشقاء 
_ المۏت مخدش مني غير اللي بحبهم وبقيت بفكر ياترى
 

55  56  57 

انت في الصفحة 56 من 118 صفحات