رواية لمن القرار بقلم سهام صادق
حياة كريمة عضت يديه
حاولت فتح الباب تطرق عليه بكل قوتها كي يسمعها أحدا ولكن المنزل كان فارغا إلا منهما...
عاد يتفرسها بعينيه يدقق النظر جيدا بمعالم جسدها الذي يغطيه فستانها الواسع
محدش هيسمعك ...
واقترب منها بخطواته يهتف بها
محدش علمك إن اللعب مع الكبار نهايته وحشة
هددني إنه هيحبس أبويا ليلتها .. كنت هقولك يا بيه كل حاجة بس خۏفت
أرجوك يابيه سيبني اروح لحالي
هووس
انكمشت على حالها وازداد إرتجاف جسدها كلما اقترب منها بخطواته.. فرت من أمامه للجهة الأخرى ولكنه كان اسرع منها وهو يجذبها إليه يلصقها نحو الحائط
عم السكون للحظات قبل أن تعلو شهقتها وهي تستمع لصوت تمزق فستانها
وتعلقت عيناه بها يرى الخۏف في عينيها
والتمن جسمك يا فتون
الفصل السادس والعشرون
_ بقلم سهام صادق
تسارعت أنفاسها مع لمساته وأنفاسه الهائجة ذلك التمزق الذي أحدثه في ثوبها وتلك الصړخة التي خرجت من شفتيها متوسلة منه الرحمة.. يديها تلملم ثوبها لتغطي ما عراه من جسدها.. اندفاعه بها نحو الفراش يكبلها بقبضة واحدة.. يديه أصبحت أكثر جراءة وشفتيه كانت تصل لما يريد صاحبها.. يقطف منها ثمرته المحرمة.. يدمغها بقبلات جائعة.. ويزداد في إقتناص ما لا حق له.. تتوسل وتصيح تدفعه بكل قوتها... إلى أن خارت قوتها.. واصبحت تطالع ما يفعله بأعين جامدة... تنتظر اللحظة الفاصلة
نفس الکابوس برضوه
اقتربت منها جنات بعدما اندفعت داخل حجرتها تضئ إنارة الغرفة وتضمها إليها
فتون.. حسن ماټ .. انسى ذكرياتك معاه.. فكري في اللي وصلتي ليه.. فكري إن خلاص حلمك بدء يتحقق.. وبكره هتبدأي أول خطوة
أنا عارفه إني غلطت لما قولتلك أخر اخبار حسن... بس حسيت أنك هتفرحي
واردفت متحمسه
ربنا مسبش حقك يا فتون سليم النجار في الأول لما حصلتله الحاډثه ودلوقتي حسن
بكرة أول يوم في الجامعه ياحضرت الباشمحاميه.. مش عايزين اي تخاذل.. ولا عايزه رقبتنا تبقى اد السمسمه أدام الحاج عبدالحميد
لا يا جنات مش هخذلكم.. التعليم هو اللي هيوصلني وهيخليني ادافع عن حق كل بنت بتتظلم.. نفسي اكون زيك شجاعه
هتفت عبارتها التي سلبت أنفاسها وكأنها تسارع شئ داخلها
هو حد زعلك في زيارتك الأخيرة لأهلك .. أنتي من ساعة ما رجعتي من يومين وحالك مش عجبني يا فتون
سقطت دموعها وتلك الغصة عادت تستحكم حلقها وصوت والدتها يتردد في أذنيها
هتاخدي ايه من التعليم يا بنت بطني وانتي مطلقه.. لا زميل هيحبك ولا حد هيرضي ياخد واحده في ظروفك.. الاستاذ عبدالرحمن مناسب ليكي يابنتي.. مدرس اد الدنيا وراضي بظروفك وميعرفش عننا حاجة بعد ما حسن الله ينتقم منه فضحنا في البلد وخلانا نطفش منها
اوعي تقوليلي إن الست عبلة لسا برضوه شايفه إن طلاقك عار وأنك عمرك ما هتلاقي اللي يرضي بيكي
أنا تعبت يا جنات ..
واردفت تنظر لتلك التي تطالعها بنظرات تحمل الدفئ
هو انا ليه مينفعش اعيش زي اللي ف سني.. ليه كبرت قبل الأوان
مافيش حاجة أسمها كبرت قبل الآوان يا فتون.. إحنا اللي بنكبر ونعجز نفسنا
واتسعت ابتسامتها تنظر إليها بأمل
خلصتي الثانويه العامه اللي كنتي بتحلمي بيها وهتدخلي كلية الحقوق زي ما اتمنيتي.. والدك رغم متعقداته إلا إنه بقى واقف في ضهرك وعايز يشوفك زي ما بتتمني.. الجمعية هتساعدك في مشروع المطعم يعني كل حاجة كنتي عايزه تحقيقها بتحققيها يافتون
واستطردت بحديثها مازحة
إلا لو كنتي انتي غاويه نكد
ورغما عنها كانت تضحك وتنسى أوجاعها تنسى الأعوام التي مضت من عمرها.. تنسى تلك الليله بتفاصيلها
يلا ننام بقى عندي مقابله شغل بكره
إن شاء الله هتتقبلي محدش يضيع منه حد زيك
اتسعت ابتسامة جنات ترفع من هندام منامتها تهتف بمزاح
طبعا محدش يلاقي مني اتنين
والضحكه عادت تحتل وجوههم وسرعان ما أندفعت فتون إلى حضنها تدعو الله داخلها ألا تحرم منها كما حرمت من تلك السيدة الطيبة التي مرت بحياتها كالطيف الجميل
.........
استيقظ من سباته يلهث أنفاسه ينظر حوله ويمسح حبات العرق فوق جبينه.. هدأت أنفاسه رويدا حتى بدء عقله يعود لواقعه.. مازالت ذكرى الحاډث في أحلامه ذلك الحاډث الذي نجا منه بأعجوبة أخبره بها الأطباء.. لقد كتب له الله حياة جديدة.. حياة كانت كالفرصة إليه
نهض من فوق الفراش متجها نحو دورة المياة يتوضأ وخرج بعدها ينشف وجهه يستعد للصلاة.. أنهى صلاته ينظر نحو صغيرته الواقفة تمسح دموعها وتحمل دميتها الصغيره تهتف اسمه
بابي... حلم وحش يا بابي أنا عايزه انام معاك
واندفعت نحوه ترتمي بين ذراعيه بعدما فتح لها مكانها وحدها .. إنها الهبة الأخري من الله... خديجة الصغيرة صغيرته التي لم يعلم بوجودها إلا بعد ولادتها وبعد حادثته .. يتذكر ذلك اليوم بتفاصيله يوم لا ينسي ولا ينساه عندما دلفت إليه شهيرة تحملها بين ذراعيها تنظر إليه و إلى تلك التى هي قطعة منه
غفت الصغيره في حضنه بعدما مسد على خصلاتها يزفر أنفاسه متنهدا
أخذه سلطان النوم مجددا فغفت عيناه تلك الساعات المتبقية ينعم بدفئ صغيرته.
وعلى قبلات صغيرته بدء يستيقظ لتقفز عليه صغيرته تتشبث في عنقه
بابي كفايه نوم
ضحك رغما عنه وهو يدغدغها
بابي يلا ننام.. بابي كفايه نوم.. بابي مش عارفه يعمل ايه من ديدا هانم
ديدا حلوه بابي زي ديدا
لثم وجنتيها المنتفختين يتذكر خديجة الكبرى عمته والتي تشبهها أبنته وكأنها نسخة مصغرة منها
طبعا يا حبيبت بابي..
ونظر إليها متسائلا بعدما اخذت تداعب لحيته بأناملها الصغيره
فين الداده بتاعتك
طرقات على باب حجرته جعلته ينظر نحو الطارق ثم دلوف مربية صغيرته التى جاءت ركضا تبحث عن الصغيره
كده يا خديجه سيباني أدور عليكي وانتي عند البيه
مافيش مشكله يا مدام ألفت خدي نفسك براحه
وداعب خدي أبنته التى اخدت تنظر إليه ببراءة
حبيبت بابا مش عارف طالعه شقية لمين
اتسعت ابتسامة السيدة ألفت وهي تنظر إليه.. لا تصدق أن هذا هو رب عملها القديم لقد عادت إلى خدمته بعدما لم تعد تتحمل العيش مع أبنها وزوجته عادت لتربي أبنته ورغم كبر سنها إلا إنها كانت الوحيدة التي أستأمنها على صغيرته ..
سليم النجار اب حنون وزوج رائع ولكن لا تعرف أن تضع لزواجه مسمى.. فشهيرة أبعد من أن تكون زوجة وأم هي سيدة أعمال بارعة ليس إلا
خليهم يجهزوا الفطار يا داده..
ونظر نحو أبنته محذرا
ديدا متتعبيش دادة ألفت.. عايز اخرج من الحمام وانزل الاقيكي على الفطار ومسرحه شعرك ولابسه هدوم نضيفه
والصغيرة كانت تستمع بإنصات توافق على أوامره.. تتجه نحو مربيتها بعدما هندمت منامتها الصغيرة وأعطت كفها لمربيتها وكأنها