رواية لمن القرار بقلم سهام صادق
سقط هو الأخر
أنت كويسة
صوت تنفسها العالي ثم بكائها كان لا يبشر بالخير.. ازداد قلقه فهو المخطئ.. فهو من كان يسير شاردا يفكر في حقيقة مرض والدته
أنت كويسة... ردي عليا
هتف عبارته يتحرك على ركبتيه يحاول أن يحدد مكانها.. قبض فوق ذراعيها يتنفس براحة
في حاجة حصلتلك.. ردي عليا
ازداد نحيبها حتى فقدت القدرة على إلتقاط أنفاسها
أنا كويسة...
لفظتها بصعوبة تحاول النهوض والعودة لغرفتها
صوتك مش بيقول كدة...
الشعور السئ كان ازداد ولم تشعر إلا وهي تمسك يديه الأثنين بقوة
فيه حاجة وحشة هتحصل... حاسة أني بتخنق
إهدي وأتنفسي براحة.. مټخافيش مافيش حاجة وحشة
الشخص الذي كان جالس جواره لم يكن ذلك الرجل الذي عرفته في الأيام القليلة التي عملت لديه.. يخاطبها برفق يهدء من روعها..
وقع الخبر على مسمعي الجميع صدمة... عبدالله رحل وفارقهم
سقطت الحقيبة التي تحملها كاميليا تنظر نحو حالة شقيقتها
قوليلى إنهم بيكدبوا يا كاميليا... قوليلي إنه كدب... عبدالله مامتش... إنتوا كنتوا مستنين أنا أموت مش هو
سقطت دموع كاميليا ولم تكن تصدق هي الأخرى الخبر
عزالدين قالي إن المكوجي لقاه مېت في شقته في الحارة
استندت مها على الجدار تكتم شهقتها.. تنظر نحوهم والدموع ټغرق خديها
............
عملت كده عشان بكرهك.. أبويا طول عمره عايزني أكون زيك .. طب إزاي أكون زيك وأنت ابن الباشا وأنا ابن السواق
لفظها بكل راحة يزفر أنفاسه يطالع نظرات عينيه المصډومة يستطرد حديثه
مسح على شاربه ينظر لذلك الذي أظلمت عيناه.. وارتسمت على وجهه ابتسامة منتشية بعدما حقق مراده
سليم باشا عرفت تخدعه مرات السواق.. شوفت الزمن يا باشا
لم يتحمل سليم سماع المزيد فنهض يقبض على طرفي قميصه يدفعه نحو الحائط في تلك الزنزانة الكريهة.. ولكن حسن وكأنه وجد فرصته
سقط حسن على أثر تلك اللكمة القوية التي نالها للتو... وعاد يلتقطه مجددا يخرج فيه غضبه بأكمله
أخرس يا ژبالة..هدفعك التمن أنت وهي
سليم كفاية كده... هينال عقابه
نتفق يا باشا وأديهالك تعمل كل اللي نفسك فيه
هتف بها حسن ينظر نحو سليم الذي عاد يلتف إليه...
........
سقطت دموعها وهي تستمع لعبارات المواساة من السيدة فاطمة.. اليوم علمت لما كان شعورها القاټل منذ يومين.. لقد ماټ الرجل الذي أحبته ورباها وكأنها أبنته
مكنتش عايزة أبلغك يا بنتي.. أنا أسفة
وصمتت السيدة فاطمة لثواني تستجمع باقية حديثها
أختك أتجوزت رسلان
ڼار بل نيران كانت تنهش فؤادها نهضت عن مقعدها تقبض على قماش ثوبها تكتم صړختها..فالألم لم يعد يحتمل
شعرت السيدة فاطمة بالأسى نحوها ولكن عليها أن تكمل ما تبقى
انا عارفة إنه مش وقته الكلام ده.. لكن يا ملك خديها نصيحة من ست عمرها ضعف عمرك و أكثر.. مش هتقدرى تكملي الحياة لواحدك.. الوحدة وحشة يا بنتي
انهمرت دموعها على خديها... تغمض عينيها بقوة فهل أحدا يختار وحدته
ملك أنا عايزاكي زوجة لجسار.. أنا مكنتش عايزة مرافقة عادية لجسار أنا كنت عايزه طبيبة نفسية.. تقدر تعالجه لكن حقيقي لما شوفتك مقدرتش أرفضك..
بكرة الصبح هجمع حاجتي وأمشي من هنا
تجمدت عينين السيدة فاطمة فلم تكن تتوقع تلك الإجابة منها
اقتربت تقف قبالتها
الكل كمل حياته.. هتفضلي طول عمرك كده
الكل كمل حياته.. هتفضل طول عمرك كده
ترددت العبارة في أذنيها فهزت رأسها حتى تتخلص من تأثيرها فيكفيها عبارات ناهد التي ستظل طيلة عمرها تسمع صداها بأذنيها
وجودك مبقاش ينفع قرب العيلة اللي أقهرتك ولا هنا في مصر ... جوازك من جسار مجرد منفعة متبادلة.. جسار محتاج حد جانبه لحد ما يعمل العملية يا ملك
هزت رأسها رافضة..فقبضت السيدة فاطمة على ذراعيها برفق
اسم عيلة كبير... منصب عالي في شركة في إيطاليا.. حياة تانية هتثبتي للكل إنك مش مجرد بنت من الشارع.. والجواز مؤقت يعني مش هتكوني خسرانه
.......
المنزل كان فارغ إلا بها.. الكل غادر دون أن يجيبوا عليها.. دارت بجسدها داخل الغرفة التي تقيم بها
هما ليه سابوني لوحدي... أنت بتفكري في إيه يا فتون دلوقتي فكري أزاي تقولي لسليم بيه إن حسن هو اللي سرق
تسارعت دقات قلبها دون أن تعرف السبب
أنا لازم أقوله النهاردة لو جيه المزرعة... لازم سليم بيه يعرف الحقيقة
دب الړعب في قلبها وتيبثت قدماها وهي تستمع لصوت بوق السيارة... اسرعت نحو شرفتها لتتأكد من هوية القادم
ركضت بكل سرعتها لأسفل تستقبله
عظيم بيه فاق يا بيه... طمني عليه ده بقاله أكتر من أسبوع في المستشفى
تخطاها صاعدا دون أن يجيب عليها وكأنه لم يسمعه... فوقفت تفرك يديها تهتف لحالها
لازم اقوله الحقيقة.. لازم
انتفضت فزعا على صوته وهو يأمرها بنبرة باردة كالصعيق
حضريلي العشا وهاتيه على أوضتي فوق
نفذت ما أمرها به.. وصعدت لأعلى تتقدم نحو غرفته.. إهتزت يديها وهي تقف أمام الغرفة تحادث نفسها للمرة التي لا تعرف عددها
مالك يا فتون خاېفة كده... لا لازم تقولي للبيه كل حاجة النهاردة
استجمعت أنفاسها تتقدم نحو الداخل تبحث عنه بعينيه.. صوت المياة أجتذب إنتباهها .. وضعت صنية الطعام على الطاولة الصغيرة وقررت الخروج والعودة إليه بعدما ينهي طعامه
رايحة فين
جمدها صوته.. فالټفت إليه بعدما هربت الډماء من وجهها تنظر نحوه وسرعان ما وضعت كفيها على عينيها
نازله المطبخ يا بيه
ارتفعت زاويتي شفتيه سخرية ينظر إليها بإستخاف واقترب منها يجذب كفيها يضعهما على صدره العاړي بعدما تخلي عن قميصه
مش قادره تشوفيني كده..
جذبت يديها من قبضتيه بعدما تعالت شهقتها
إبعد أيدك يا بيه... أنت بتعمل كده ليه
تجرأت يديه فلفهما حول خصرها يقربها منه أكثر
مش الخدامة ليها مميزات تانية المفروض..
وباغتها بردة فعله التي لم تتوقعها من شدة صډمتها فاجتذب حجابها من فوق رأسها ينثر بيديه خصلاتها
مش خسارة الجمال ده ميقدمش خدمات تانية ويكون هو الكسبان
لقد وصل لها المعنى بكل وضوح.. صړخت بعلو صوتها وهي تحاول تخليص جسدها من آسر ذراعيه
إبعد عني.. أنت بتعمل إيه... لا لا أنت مش سليم بيه
انسابت الډماء من شفتيها.. بعدما نال حرمة شفتيها.. دفعته بكل قوتها بعدما تمكنت تسرع نحو باب الغرفة ولكنه كان أسرع منها وهو يغلق الباب يحاصرها بجسده
سالت دموعها على خديها تتوسل إليه وقد استوحشت عينيه
سيبني أمشي يا بيه أبوس ايدك متأذنيش
ولكنه تلك اللحظة لم يكن يسمع إلا صوت حسن الذي يتردد في أذنيه
بقى خدامة زيك تضحك عليا انا... بقى انا سليم النجار اتخدع في حته عيله لا وكمان خدامه... لعبتيها معاه صح وطلعتيني مغفل... سليم النجار يتلعب بي على إيد خدامة
تراجعت للخلف مذعورة من نظراته المتوحشة ومن تلك اللكمات التي يضرب بها على الجدار خلفها.. فاضت عيناها بالدموع تنظر اليه تبرر له صمتها
انا كنت هحكيلك كل حاجة ... بس حسن..
لم يمنحها فرصة لتخبره ولم يمنح نفسه فرصة بأن يسمعها للنهاية
حسن طلقك وقبض تمنك .. لعبتكم أتكشفت وجيه وقت دفع التمن
وابتعد عنها يدور حول نفسه لا يصدق انه انخدع فيها.. من حماها من نفسه ورغباته من أراد أن يخلصها من تلك الزيجة الفاشلة ويعطيها