رواية لمن القرار بقلم سهام صادق
وتأملت هيئتها الأخيرة
لا لا أنت مش عجبني النهاردة يا حسن.. مش في المزاج خالص
اقتربت منه تميل نحوه تظهر له مفاتنها.. ولم يكن حسن إلا رجلا جائعا.. حدقت به بعدما انتقلت عيناه نحو جسدها يفحص هيئتها ويزدرد لعابه
هي نمرتك قربت
تجلجلت ضحكتها الرنانة عاليا في الغرفة الخاصة بها بذلك الملهى تعود إلى مرآتها ثانية تنظر لهيئتها.. مازالت جميلة ومازالت تعرف أين هي مواضع أسلحتها
الزفته اللي عملت منها ست وجيبتها من تحت الجاموسة عايزه تطلق
الټفت إليه تظهر صډمتها
تطلق! .. اوعي تقولي بسبب إنها شافتنا مع بعض في شقتك
واقتربت منه تحاوط عنقه بذراعيها
بصراحة عندها حق يا حسن.. أي ست مكانها هتعمل أكتر من كده
وهي اللي زيها ست.. مش تحمد ربنا إني اتجورتها
شعرت بيديه حول جسدها..فابتعدت عنه تزيل عنها ذراعيه
بقولك عندي نمرة يا حسن.. وده شغل يا حبيبي
جذبها نحوه وقد لمعت عيناه ببريق تعلمه هي
متسيبك من الرقص وأنا أستتك وأهنيكي يا سهر
دفعته عنها فسقط على المقعد خلفه يتابع بعينيه خطواتها
ماشي يا فتون بتتحامي في البيه.. إما وريتك أنت وأبوك اللي بيتهرب مني وشكله ضحك عليا في فلوسي
..........
ماما.. قوليلي أعمل إيه عشان أريحك
سلطت نظراتها نحوها تستنكر حديثها.. چثت على ركبتيها أمامها تخبرها بصدق مشاعرها
أنا حبيت رسلان من زمان أوي بس طول عمري كنت عارفه أن رسلان مش هيبصلي.. خفيت حبي ليه قولت أكيد هنساه لما يحب ويتجوز.. أنا مرسمتش عليه صدقيني.. رسلان جيه لواحده يصارحني بحبه.. أنا مسرقتش سعادة مها ولا عمري فكرت في كده.. لو رسلان كان حب مها كنت ھموت قلبي بأيدي وأدفن حبي.. ماما أنت حبيتي بابا.. كنت ديما بتحكلنا عن حبكم وقصتكم وأزاي ساب خطيبته عشانك وأنت سيبتي العريس اللقطه اللي أي بنت تحلم بي عشانه.. أنتوا جربتوا يعني إيه حب.. ڠصب عني والله مكنتش أعرف إن الراجل اللي هحبه أختي برضوه هتحبه
فضلتي سنين تحبي فيه في صمت ويوم ما جات مها حبيته ظهرتي ليه حبك مش كده.. الرحلة اللي ضحكتي علينا فيها وقولتي تبع الجمعية.. كنتي معاه ولا مكنتيش معاه.. ردي عليا
والتقطت هاتفها تبحث عن الصورة التي بعثتها إليها كاميليا لتضع اللوم عليها.. فتلك التي اعتبرتها شقيقتها أبنتها وضعت شباكها على أبنها
كنتي عارفه إني بحبه ونفسي يحبني زي ما بحبه... وبترسمي عليه من ورانا... اوعي تكدبي وتقولي رسلان هو اللي اعترف بحبه ليكي الأول وأنك البنت البريئة المضحية
مها اسمعيني.. أنا..
أنت كدابه وعمرك ما هتكوني أختي بعد كده لو أتجوزتي رسلان
ركضت مها نحو غرفتها بعدما ألقت عبارتها الأخيرة تكتم صوت شهقاتها وخلفها ناهد التي أخذت تهتف باسمها.. تخبرها إنها تستحق أفضل الرجال
تعلقت عيناها بهم.. تسأل حالها لما مها وحدها تنال الحب والحنان لما هي منبوذة وحيدة هكذا
تسارعت دقات قلبها تلتقط أنفاسها بصعوبة وهاتفها يصدح رنينه بتلك النغمة المخصصة لوالدها.. طالعتها الخادمة بعدما استمعت إليهم لا تستوعب ما تراه تهمس لحالها
مش معقول تكون الست ناهد أم الست ملك.. مافيش أم تعمل كدة في بنتها ..
........
نظرت كاميليا نحو الزجاجة التي وضعتها ناهد أمامها
إسمعيني كويس يا كاميليا..
إية الإزازة ديه يا ناهد
أتجهت نحو باب الغرفة تغلقه عليهم وتعود إليها
الإزازة ديه تعملي لرسلان منها قهوته او العصير ولازم يشربه يا كاميليا
أنت بتقولي أيه يا ناهد.. أنا مش فاهمه حاجه..
أنت مش نفسك رسلان يتجوز مها.. يبقى اعملي اللي بقولك عليه.. ومټخافيش مافيش حاجة هتحصل ليه
طالعت كاميليا الزجاجة تنظر إليها ثم نحو الزجاجة تعقل حديث شقيقتها بعقلها
ناهد أوعى تقولي أنك عملتي الحاجات اللي بنسمع عنها في المسلسلات والأفلام.
وكان قدامنا طريق غير ده
احتدت عينين كاميليا بعدما دفعت الزجاجة إليها
أنت عايزانى اغضب ربنا وكمان اسحر أبني.. عند هنا ولاء يا ناهد.. أنا موافقة رسلان يتجوز ملك مدام هشوف أبني مبسوط وسعيد في حياته
حدقت بها ناهد تستجمع نفسها واقتربت منها تبسط كفها لتضع الزجاجة الصغيرة داخله وتغلق عليه
بكره الناس لما تعرف إنها مش بنتي ولا بنت عبدالله.. ابقى وريني هتعملي إية يا كاميليا
غادرت ناهد المنزل لا ترى شىء أمام عينيها لقد تخلت شقيقتها عن الحلم الذي تمنوا سويا منذ زمن ..
عادت لمنزلها تطالعها الخادمة التي تنحت جانبا بعدما خشيت من نظرتها لها
أتجهت نحو غرفتها تنظر نحو عبدالله الذي خرج للتو من المرحاض يجفف يديه بالمنشفة
كنتي فين كل ده يا ناهد.. اتصلت بكاميليا قالتلي أنك مشيتي من عندها بقالك ساعتين.. انا كنت بدأت أقلق عليكي
لو ملك هتسرق سعادة بنتي يا عبدالله يبقى تمشي من هنا
تجمدت عينين عبدالله نحوها وناهد تكرر بصوت أعلى
مها هي بنتنا.. كفاية لحد كدة.. مش هسمح ليها تسرق سعادة بنتي.. جيه الوقت اللي ترد فيه حقنا عليها
اغمض عبدالله عيناه بعدما تعلقت بملك التي اقتربت منهما ووقفت تطالعهما غير مصدقة ما سمعته.. تخبر حالها إنها تسمع مزحة من والدتها أو في حلم وستستيقظ منه
........
لا يعرف متى وكيف أتخذ قراره ولكن سؤاله قد جاء متأخرا وها هو يضرب بوق سيارته فيسرع الحارس ناهضا من غفوته يفتح له البوابة مرحبا به بعدما فرك عينيه بنعاس
تحرك بسيارته نحو الداخل والإجابة التي كان يبحث عنها قد نساها
كانت تقف جوار الفرسة التي علمت إنها خاصته تمسح عليها وتبتسم وهي تخبرها عن أحلام طفولتها
دية حكايتي يا سكرة.. كنت فاكرة حسن هيكون زي الشاطر حسن اللي بيحكوا عنه في الحكايات
اقتربت منها الفرسة تدس رأسها أسفل عنقها.. احتضنت فتون رأسها وقد اتسعت أبتسامتها
أنت حلوه أوي يا سكره.. شبه البيه.. تعرفي يا سكره أنا بحب سليم بيه أوي
كان يقف على مقربة منها يستمع لحديثها مع فرسته مبتسما لتخترق الكلمة أذنيه فتجمد حركته وقد تلاشت إبتسامته ... نظر نحوها وقد تعلقت عيناه بفرسته الحبيبة
سليم بيه هو الشاطر حسن يا سكرة
الفصل الثاني والعشرون
_ بقلم سهام صادق
وقفت ناهد تهذى بتفاصيل الحكاية وعيناها عالقة بعينين عبدالله الذي وقف يطالع تلك التي أغرقت الدموع عينيها والذهول والصدمة يرتسمان على ملامحها.. فمازالت ترى إنها في كابوس وستستيقظ منه
كنت ممكن أرميها في ملجأ بس أنا ربيتها وأحسنت تربيتها وفي الأخر تاخد هي السعاده اللي أتمنتها لبنتي.. بنتي هي الأحق ب رسلان .. كفاية سړقت حبك من مها ومبقتش شايف إلا هي مع إن مها هي الأحق بالحب ده
كفاية يا ناهد.. كفاية
اقترب منها يقبض على كتفيها يهزها بقوة لعلها تفيق من هذيانها الذي دمر على كل شىء
أنت عارف أنا وصلت لأيه.. روحت لدجال عشان رسلان يتجوز بنتي..