رواية لمن القرار بقلم سهام صادق
التي هدها حسن بقسوته
تجمد جسدها تشعر بيدين تعبث بجسدها وصوت ينادي اسمها.. ولكنها لم تكن تريد ان تستيقظ من غفوتها الهادئه... ازدادت يداه جراءة فأنتفضت مذعوره تتراجع للخلف تنظر اليه
مالك اټفزعتي كده
واقترب منها بأنفاسه المخموره.. يمد يداه نحو جسدها
بقيتي تتدوري وتحلوي يافتون
انت سکړان ياحسن
دفعته عنها فسقط مترنحا فوق الفراش
أنتي بتبعديني يافتون
ارتجف قلبها وهي تراه ينهض مقتربا بعدما تمالك نفسه يرمقها بوعيد
متقربش مني... مش ھتلمسني ياحسن
تسمر في مكانه يطالعها.. فتون الضعيفه تصرخ به
بتعلي صوتك عليا يافتون... اظاهر انك نسيتي حړق رجلك
صفعها حتى خارت قواها واستسلمت لمصيرها بين ذراعيه
غفا بعد أن نالها منتشيا بسعاده برجولته الساحقه.. عضت فوق شفتيها المچروحه تكتم صوت شهقاتها تضم جسدها تطمئن روحها بأن الۏحش قد تركها أخيرا
وبعدما كانت تطير في حلمها البسيط سقطت في بئر واقعها المظلم
مضوا اليومان دون أن تشعر بهما يومان سرقتهما من الزمن عاشتهم وقلبها يؤنبها ورغم ذلك كان سعيد بل سعيدا بشدة
لوحت لهم بيدها بعدما هبطت من السيارة تحمل حقيبتها ووقفت بالقرب من الجمعيه الخيريه التي تدرس فيها للأطفال
طالعها رسلان وهي تصعد سيارة الأجره زافرا أنفاسه بقوه.. حدقت به ميادة بعدما انعطفت سيارة الأجرة نحو الطريق الاخر
واردفت تمقت أفعال خالتها
انا مش عارفه خالتو بتفرق بينهم كده ليه.. مش معقول حاډثه مها عملتلها هوس... ما الحمدلله بقت كويسه ومافيش حاجه حصلتلها
مسح فوق وجهه المرهق يطالعها.. يتذكر الحقيقه التي عرفها منذ سنوات من والدته
لم يقتنع يومها بما تخبره به والدته.. فالجميع يعامل ملك بحب ولكن ما اكتشفه مع السنين انهم يعملوها بعطف وإحسان لا أكثر وهاهي الايام تريه.. والدته تسعي لابنة شقيقتها رغم اقتناعها التام بأن ملك فتاه يحلم بها الكثير وخالته تحبها ولكن ابنتها هي الأهم
تحرك بسيارته دون حديث وقد احترمت شقيقته صمته وصوتها الراجي مازال يتردد في أذنيه
بلاش يارسلان اوعدني اننا هنستني شويه لحد... ولم تكن لديها كلمه أخرى تضيفها وماكان عليه إلا أنه احترم رغبتها لبعض الوقت لا أكثر
............
وضعت سماعه الهاتف مصډومة تنظر إلى مها الجالسه أمامها تنفخ اصابعها حتى يجف طلاء الأظافر
مش معقول ملك تكدب عليا.. اومال سافرت مع مين
رفعت مها عيناها وقد انتبهت أخيرا لهذيان والدتها
مالها ملك ياماما
تعلقت عين ناهد بها ومازالت الصدمه جالية فوق ملامحها
رئيسة الجمعيه اتصلت تبلغها انهم عندهم ندوة بكره الصبح
مقولتيش ليها لي أن ملك مسافره يومين
ما تفوقي يامها.. اختك المفروض طالعه الرحله ديه تبع الجمعيه
تعالت شهقت مها تنظر لوالدتها متفاجأه
ملك.. لا لا مصدقش ان ملك تكدب علينا
ما انا عشان كده هتجنن.. ملك عمرها ماكدبت
ونهضت ناهد تدور حول نفسها تحادث حالها إلا أن استمعت لصوت الخادمه
ست ملك حمدلله على السلامه.. البيت من غيرك مكنش ليه حس
أندفعت ناهد صوبها ومها خلفها
كنتي فين
ارتفعت وتيرة أنفاسها وسقطت حقيبتها أرضا كما تلاشت سعادتها وهي ترى نظرات والدتها ومها فشحب وجهها وهي تدرك ان كل شئ قد انكشف
جذبتها ناهد من مرفقها نحو غرفتها تدفعها داخلها
ردي عليا.. كنتي فين ومع مين.. بتكدبي علينا ياملك.. اه كذبتك انكشفت
ياماما براحه بس خلينا نفهم منها
اقتربت مها منها تقف بينها وبين والدتهم
ملك.. رئيسة الجمعيه اتصلت تبلغك ان في ندوة بكره الصبح
ابتلعت لعابها ودارت بعينيها بينهم... فماذا ستخبرهم ومن اين سيكون الخلاص
ابعدي يامها من قدامي... اختك العاقلة المحترمه شكلها بتوهمنا ومقضياها من ورانا.. ردي عليا كنتي مع مين وفين
وقفت ساكنة الجسد تذرف دموعها فهزتها ناهد پقسوه وقد نهش القلق قلبها
مين اللي كنتي معاه .. انطقي
الفصل العاشر
_ بقلم سهام صادق
كل شئ أمامها كان يغلفه الحسړة والآلم .. آلم تعرف انها وحدها من اختارت الطريق اليه لقد وهبتها الحياه فرصة طالما تمنتها وحلمت بها وهاهو الحبيب قد احبها وصار عاشق لها وبعد ان كان ليس لديها رفاهية الحلم به أصبح هو من يخبرها انها صارت في أحلامه تورق مضجعه
انطقي.. ردي عليا
يئست ناهد من صمتها وأصبحت ساقيها كالهلام فأنهارت فوق الفراش تلتقط أنفاسها تتمتم لحالها بعبارات كانت تصل لقلبها كنغز السکين
والدتها تشك بها تظنها عاهرة ترافق الرجال... والسخريه كانت ترتسم فوق شفتيها فما الفرق انها كانت ترافقه تسرق من الزمن لحظات خدرت مبادئها من أجل عيشها معه
صراع كانت تحياه وناهد تلتقط أنفاسها بصعوبه ومها جوارها تمسد فوق ذراعها تطمئنها
اهدي ازاي يامها.. اهدي ازاي قوليلي
وتعلقت عيناها بها.. والشك يزداد بقلبها
أنتي شايفه منظرها عامل ازاي ولا حتى راضيه ترد عليا وتطمني
ردي علينا ياملك كنتي فين.. يعني لو كنتي مع واحد قولي ... احنا كده هيكون عندنا حق نشك فيكي
مها
صړخ بها عبدالله ينظر لابنته يزجرها
ازاي تظني في اختك كده وتتكلمي معاها بالطريقه ديه.. وانتي ياناهد ازاي تشكي في بنتك وفي تربيتك
وضغط على عبارته الاخيره ينظر اليها بمعنى قد فهمته
انت مش شايفها عامله ازاي.. ولا حتى راضيه ترد علينا...
واردفت تفسر له الامر الذي أخبرته به الخادمه حزنا على سيدتها الطيبه
مديره الجمعيه اتصلت بيها.. والهانم كانت مفهمانا انها..
ولم تكد ناهد تكمل حديثها
وانتي تعرفي بنتك فكام جميعيه خيريه... قوليلي بقيتي تعرفي ايه عنها
اطرقت ناهد عيناها وانسحبت من أمامهم خشية من القادم .. تعلم انه محق ولكن ان نعلم شئ وان نفعله شيئا آخر
انسحبت مها هي الأخرى بعدما وجدت ان وجودها لم يعد يهم
رفعت ملك عيناها نحو والدها بخزي.. فهى تستحق كل ما حدث
نكست رأسها تهرب من تلك النظره التي لم تتمنى يوما ان تراها في عينيه
............
تعلقت عيناها بخطواته انبهارا.. وابتسامتها تتسع شيئا فشئ لا تعرف لها سبب.. تناست بؤسها وبكائها ليله امس بل تناست كل عالمها الموحش.. ويالها من سعاده حظي بها قلبها اليوم وهو يهتف لها بتحية الصباح
صباح الخير
تراجعت بضعة خطوات تخفض عيناها أرضا وكأنها أدركت للتو انها اطالت النظر اليه
صباح الخير يابيه
انتظرت ان ينتبه لشكل المائدة والطبق الجديد الذي اقترحته علي السيدة ألفت بأن يضيفوه في وجبة فطوره كنوع من التغير
ولكنه كان مشغول في تصفح هاتفه وتناول طعامه بشوكته دون أن يحيد عيناه على شيئا اخر
وعندما وجدته يرفع جسده حتى يلتقط احد الأطباق ويقربه منه.. بادرت هي بالأمر وألتقطت الطبق تضعه أمامه
شكرا يافتون... تقدري تروحي تشوفي شغلك
اصابتها الخيبه فأماءت برأسها ولكن سرعان ما أشرقت ملامحها ثانية
بعد نص ساعه هتيلي قهوتي على المكتب
والنصف ساعه قد مرت وهاهي تقترب من غرفه مكتبه تنظر لفنجان القهوه بسعاده
دلفت لغرفه المكتب تتقدم منه وعيناها عالقه بما يفعله انه يتحامل على يده حتى يدون بعض المعلومات المرسله اليه أسرعت في وضع القهوة أمامه تنظر إلى ما يفعله بتردد
انا ممكن اساعدك ياسليم بيه
رمقها لثواني يفكر في الأمر
تمام
ناولها القلم والملف الذي كان يدون به المعلومات ينظر الي ملامحها السعيده وكيف