رواية لمن القرار بقلم سهام صادق
الأمواج تعطيه املا في النجاه ثم تلقفه بعيدا فلا امل في النجاه
رفعت عيناها نحو السماء الصافيه تزفر أنفاسها لعلها تخفف مما يجثم فوق صدرها
كان يقف بعيدا يتابعها بعينيه فبعد ان كانوا في غاية السعاده تمرح وتضحك انسحبت من بينهم وابتعدت عنهم هاربة بمشاعرها
ألتقطت عيناه شقيقته وهي تسير لها بالمثلجات فأسرع بخطاه نحوها يجذبها من ذراعها
انتفضت مذعوره تلتقط أنفاسها تنظر اليه بعتاب
حرام عليك يارسلان خضتني
هو انتي پتخافي زي الناس
طالعته بمقت فأبتسم وهو يداعب خديها بحنان
هاتي الايس كريم ده وروحي استنينا في مطعم الفندق
يعني بتوزعني يارسلان.. انا قولت بلاش اطلع عزول بينكم بس انتوا اللي صممتوا
وجاين دلوقتي تجرحوا مشاعري وتحسسوني اني شجره وسطيكم
ارتفع حاجبه يقوس شفتيه منتظرا ان تنتهي من دراميتها
عايزه ايه هديه يامياده
عقدت حاجبيها في حيره من أمرها فعن اي هدية ستطالب بها وقد نالت منه الكثير منذ أن سقط شقيقها صريع الحب
سيبني افكر
خد يارسلان انا اصلا غلطانه اني بوفق بينكم..
التقط منها المثلجات التي أوشكت على الانصهار فوق يديها
لما تفكري ابقى قوليلي وانا مستعد ياستي
التمعت عين مياده غير مصدقه ان الحب فعل ذلك بشقيقها.. شقيقها يقدم لها ما اردات من أجل أن يحظي ببعض الوقت مع من اختارها قلبه دون عن غيرها.. رفرف قلبها بحالمية تتمنى ان تحظى بمثل هذا هي الأخرى متمنية داخلها لهم السعاده
سار نحوها يغلبه الشوق إليها.. ومع كل خطوة منه إليها كانت هي تسقط في ظلامها وصوت مها يتردد بأذنيها
اكتشفت اني بحب رسلان ياملك من زمن اوي..
والزمن هاهو يسقطهم عاشقان لنفس الرجل
ملك
انتفض جسدها وسارت فيه رعشة جعلتها ترتجف
وابتسم فلم تزيده ابتسامته الا وسامة يسألها بروحه المرحه التي لا يتقمصها إلا معها
اكيد سرحانه فيا
هو ليه حبنا صعب يارسلان... ليه انا كدبت على بابا وماما وقولتلهم اني هسافر يومين تبع الجمعيه ومقدرتش اقولهم اني هسافر معاك انت ومياده... ليه خۏفت
انتبه على دموعها التي انحدرت على خديها وتمالك رغبته في ضمھا بين ذراعيه
ردي عليا يارسلان.. قولي ليه كذبت
اهدي ياملك..
اهدا ازاي وانا لأول مره اكدب في حياتي... ليه في حبك بكدب يارسلان... قولي ليه
ملك انا مستعد من بكره اطلبك من عمي عبدالله صدقيني..
لا يارسلان.. لا اوعي تعمل ده.. مها هتكرهني وماما
وفاضت دموعها والآلم ينغز قلبها وصوت مها يتردد في اذنيها
انا مستعده اعمل اي حاجه عشان رسلان يكون ليا ... تخيلي دعوة جوازنا الدكتور رسلان والدكتوره مها مش بذمتك ليقين على بعض...
تعانقها مها وتدور بها تهتف بأحلامها بسعادة .. أما هي ليست الا مستمعه صامته
ملك ردي عليا. ملك
وهي كانت غارقه في أحلام شقيقتها وبؤسها.. القى ما في يديه وقبض فوق كتفيها يهزها مذعورا من هيئتها
ملك.. ملك ردي عليا.. ريحيني وقوليلي عايزه اعملك ايه بس متسبنيش ضايع كده
احنا لازم نفترق يارسلان..
واردفت تقنع حالها وحاله وازدادت دموعها انهمارا
انت فجأه اكتشفت انك بتحبيني وممكن فجأه تكتشف انك بتحب مها
أنتي شايفه حبي ليكي مجرد وقت... شيفاني لدرجادي عيل ياملك
لا يارسلان انا شيفاك احسن راجل في الدنيا
ورغما عنه كان يضحك بعلو صوته
احسن راجل ونفترق.. انتي هتجننيني
تجمدت ملامحه واحتلي الخواء عيناه
قوليها ياملك.. قولي انك مش عايزانى قولي انك بتكرهيني
والاجابه كانت الصمت ودموعها تذرفها فترثي حالها معها
الرد اه واضح ياملك.. لما نرجع القاهره هكلم عمي عبدالله في موضوع جوازنا انا عموما عايز ارجع إنجلترا من تاني فهنتجوز ونبعد عن كل ده ياحببتي
هزمها بحبه كما هزمها قلبها فعن أي تراجع تريده وهي عاشقة متيمه به.. اطرقت عيناها نحو كفوفها تفركهما ټصارع قلبها وذلك الصوت الذي يقتحم عقلها
بلاش يارسلان دلوقتي.. ارجوك استنى شويه
ليه ياملك كل ما بنأجل الحكايه كل ما مها وخالتي املهم بيزيد
هكون في نظارهم خاينه
خاينه!.. انا حبيتك انتي ياملك.. مها حبها ليا مجرد احلام بتحققها لخالتي وخالتي للأسف انانيه وطماعه بتفضل سعادة مها على سعادتك
جرحتها الحقيقه التي تعلمها ويراها البعض فخالته لم تعد ترى إلا مها ابنتها فقط
................
وقعت عيناها نحو تلك الضماده التي تلف يده اليمني.. اقتربت منه بفنجان القهوة وقد كان يسير في غرفه مكتبه ذهابا وإيابا يتحدث في هاتفه پغضب قد جلي فوق ملامحه
يعني طلع حامد الأسيوطي اللي عمل كده... لا متعملش حاجه خلاص
أغلق هاتفه زافرا أنفاسه.. فلولا شهيره واحترامه لها لكان رد له الامر
تعلقت عيناه ب فتون الواقفة والقهوه مازالت تحملها بين يديها فأرتجف جسدها من نظراته فتمالكت رعشة يديها واسرعت في وضع القهوه فوق سطح مكتبه
هحط القهوه وهمشي علطول
ووضعت القهوة تنظر اليه
محتاج مني حاجه تانيه ياسليم بيه...
تعالا رنين هاتفه ثانيا وانشغل في محادثة المتصل دون أن يعطيها ردا.. وقفت حائره لا تعرف اتظل واقفه تنتظر رده ام تعود للمطبخ مجددا ولكن كعادتها كانت عيناها تتشرب أدق تفاصيله.. حركته بحة صوته المميزه طوله وجسده المتناسق وشعره الأسود المصفف بعناية وعطره الذي يذكرها دوما بتلك الليله التي أعطاها كفه لينتشلها من سقوطها
ثواني ياحازم خليك معايا
فاقت على صوته وهو يتحرك نحو مكتبه يلتقط قلما وورقة... حاول أن يكتب بيده الضمودة ولكن الامر كان صعبا
تنهد مستاء.. فهتفت دون أن تدرك كيف خرج صوتها
اساعدك في حاجه ياسليم بيه
انتبه سليم لوجودها فتسأل وهو يشك في الأمر
بتعرفي تكتبي يافتون
طبعا يابيه.. ده انا كنت الأولى على المدرسه بتاعتي وخطي كمان حلو
مد لها يده بالقلم قبل أن تسترسل في حديثها اكثر دون فائدة.. فتعلقت عيناها به تتأكد من ذلك
خدي يافتون مش بتقولي بتعرفي تكتبي
اقتربت منه تلتقط القلم وقد عادت الرجفه لجسدها ولكن سرعان ماتلاشت وهي تنصت الي ما يخبرها به وتدونه
أنهى مكالمته فمدت له الورقه خائڤة ان تكون أخطأت في شئ فيوبخها
خطك جميل يافتون... اول مره اشوف خط حد حلو كده
اتسعت ابتسامتها وهي تستمع لمديحه الذي أشرق ملامح وجهها وروحها الذابلة
بجد يابيه
طالع سعادتها الكبيرة من مجرد مديح بسيط تستحقه
حقيقي يافتون خطك جميل.. صراحة مكنتش فاكر انك متعلمه
اطرقت عيناها وانطفأت سعادتها
انا معايا الاعداديه يابيه
وسؤال كان يجر خلفه الأخر وفضوله جعله يتسأل
سيبتي تعليمك ليه واتجوزتي يافتون
رفعت عيناها نحو تنظر له بعينيها الواسعتين
ظروف يابيه
تمتمت عبارتها بقلة حيلة تخفي خلف ملامحها حزنها على أحلامها التي دفنتها ورثتها لليالي
غادرت غرفة مكتبه تحت نظراته ومشاعره المتعاطفه معها.. طيف جميل عاد يسير أمام عينيه سيلا الجميله بأحلامهم معا
اغمض عيناه لعله يطرد تلك الذكريات من عقله وبالفعل قد نجح ف سنوات عمره التي لم تمضي هباء فقد تعلم كيف يخفى مشاعره وكيف يكون رجلا لا تقوده مشاعره
نظر للورقه التي خطتها بقلمه.. وعاد لعمله دون المزيد من التفكير في أمور لا تفيد
...........
نامت تلك الليله مطمئنة ورغم انهاك جسدها إلا ان الراحه كانت تغمرها.. اليوم مدحها رب عملها اليوم طاب خاطرها فطابت روحها