رواية شغفها عشقه بقلم ولاء رفعت علي
تسألها
اللى شاغل عقلك يا ست مريم
نهضت بجذعها و ابتسمت ثم أخبرتها بخجل
عادى يعني هو لازم عشان سرحانة يبقي بفكر فى حد!
هزت الأخرى رأسها و قالت
ما هو مفيش تفسير غير كدة و خصوصا بعد ما عرفت إن اللى كان مقضي معاك اليوم كله يوسف الراوي
غمزت بعينها فضړبت الحمرة وجنتي الأخري فأردفت أمنية
أشاحت وجهها جانبا و أجابت
بس بقي يا سوسة و لنفترض هو فين و أنا فين اللى زيه يوم ما يحب و يتجوز هاتكون واحدة من مستواه الاجتماعي و العلمي ده أنا عرفت كمان إنه هايتعين معيد فى الجامعة
جلست الأخرى بجوارها و ابتلعت ما بفمها ثم قالت
عارفة إحساسي المرهف بيقولي إن يوسف ده هيحبك و هيطلبك للجواز على طول لأن كنت بسمع بابا ديما بيتكلم عليه إنه دوغري و بيحب يعمل كل حاجة بالأصول إحنا البنات
لم تتمالك مريم نفسها أكثر من ذلك فأطلقت ضحكاتها ثم عقبت
و الله العظيم أنت مشكلة يارب يهديه لك و يحبك زى ما بتحبيه
صاحت برفض تام
لاء أنا عايزاه كدة هو عاجبني كدة تغيره هيبقي على إيدي أنا عشان يبقي أول مرة أعمل فى حياتي إنجاز
طيب افرضي طلع بيحب واحدة تانية هاتعملي إيه
امسكت بهاتفها و أجابت
عيب عليك أنا خليته أتعلق و تقريبا ما بقاش يحب حد غيري
عقدت الأخرى ما بين حاجبيها فسألتها
إزاي
فتحت شاشة هاتفها و أجابت
هوريك حاجة بس بيني و بينك
أومأت إليها الأخرى و قالت
ضحكت و مدت يدها بهاتفها أمام أعين مريم و قالت
ده الأكونت بتاع جاسر الراوي بقي لنا شهور بنكلم بعض و كمان بيبعت لى فويس بصوته مش قادرة أقولك لما بسمع صوته بيحصلي إيه
سألتها الأخرى
طيب هو عارف أنت مين
نظرت إلى أسفل بحزن و قالت
لاء أنا بكلمه من أكونت غير بتاعي و باسم غير اسمي أنا عارفة ده غلط بس قولت يمكن يحبني و يتعلق بيا و بعدين أقوله الحقيقة
نهضت من جوارها و الحيرة تأكل قلبها
ما أنا خاېفة أكلمه باسمي الحقيقي و يعرف أنا مين و أمي و أبويا و أخويا لو عرفوا ممكن يډبحوني
و الله اللى أنا شايفاه إنك لازم تكوني صريحة مع نفسك قبل ما تكوني صريحة معاه مش يمكن هو كمان بيحبك و خاېف يكلمك و تحصل مشكلة ما بينه و بين خالي!
نظرت إلى نقطة وهمية تسألها
تفتكري
وضعت يدها على كتف صديقتها و ابنة خالها ثم قالت
كل شيء جايز
بداخل غرفة مليئة برائحة السچائر و زجاجات الخمر متناثرة فى الأرجاء ثياب مبعثرة و
ملقاة بشكل عشوائي على الأرض و صوت أنفاس ترتفع و تعلن عن وصول صاحبها إلى قمة الذروة نهض من أعلى تلك الممددة على الفراش و تمدد هو أيضا بجانبها يلتقط أنفاسه و قطرات العرق تنتشر على جبينه فقام بتجفيفها بيده مد يده نحو الكمود المجاور له و ألتقط علبة السچائر و القداحة فأشعل سېجارا و سحب نفسا عميقا ثم نفثه من أنفه و فمه.
تذكر أمر يحيره منذ فترة و هي صاحبة الحساب المجهول أخذ هاتفه ليري هل ارسلت إليه شيئا أم لا و قرر أن يتلاعب بها كما تفعل حتي يعلم بهويتها الحقيقية.
قام بتسجيل رسالة صوتية محتواها كالآتي
مساء الخير و لا نقول صباح الخير عاملة إيه وحشاني على فكرة اكتشفت إن بقيت متعلق بيك و تقريبا حبيتك ياريت أكون أعرفك و أشوفك من الأخر أنا بحبك
ضغط إرسال و بعد إرسال الرسالة أعطاه الهاتف الإنذار الأخير بإنخفاض بطارية الشحن تم أغلق تماما
مين يا بيبي اللى بتبعت لها فويس دى
سألته الفتاة التى توسدت صدره العارى فأجاب بسخرية
دى واحدة شكلها من البنات اللى كنت أعرفهم و بتشتغلني
طيب ما تعملها بلوك
نفث الدچان باستمتاع و قال
لما أعرف هى مين الأول و بعدها هعرفها مين هو جاسر الراوي و مصيرها زى أى مصير أى واحدة وقعت فى طريقي
انتهي من حديثه و نفث دچان سېجاره فى الهواء
الفصل السابع
تمر الأيام بالفرح و الحزن قلوب تعلقت و قلوب يجافيها النوم و هناك قلوب قد نما بداخلها الحب و بدأ يترعرع و تلك الكلمات الأخيرة وصفا كافيا لحالة مريم التي انجذبت إلى يوسف رغما عنها و كذلك هو لكن كليهما يحتفظ بهذا الحب سرا داخل قلبه.
وصلت اليوم باكرا و لم يوجد سوي خالها و العمال يقومون بترتيب البضائع حتى يفرغون مكان للبضائع الجديدة التى ذهب يعقوب و ابنه يوسف لجلبها من ميناء بورسعيد.
جلست تتابع عملها على الحاسوب كما تفعل كل يوم تنظر في الشاشة بتركيز حتى لا تخطأ في تسجيل الحسابات إذا بها انتفضت حيث وجدت يد وضعت فوق يدها ألتفت برأسها و نظرت إلى صاحب اليد ذات القبضة القوية
أستاذ جاسرلو سمحت ألتزم حدودك
أخذ يضحك حتى توقف عن الضحك و قال
حلوة أوى أستاذ جاسر منك و بعدين إيه ألتزم حدودك دى! أنت هنا بتشتغلي عندي و أى واحدة بتيجي تشتغل هنا بيبقي هدفها جاسر الراوي
استطاعت إفلات يدها
من تحت قبضته وعقبت على حديثه بتهكم
إيه كمية النرجسية اللى أنت عايش فيها دى غير إن أصلا مش بشتغل عندك أنا اللى شغلني الحاج يعقوب اللى ما يرجع...
دنا منها محاطا إياها بذراعيه على الكرسي حيث يستند بكل يد على كل مسند مقاطعا إياها
إيه هتشتكي له و تقولي له ابنك حط ايده على ايدي!
حدقت إليه بازدراء و قالت
لاء هقوله ربي ابنك اللى واخد فى نفسه مقلب و فاكر كل البنات هاتجنن عليه
اقترب بوجهه من وجهها و هي تتراجع إلى الوراء تخشي أن يقترف شيئا أحمق شعرت بأنفاسه الحارة كالهواء فى عز ظهيرة يوم فى منتصف موسم الصيف
ما أنت لما هاتقربي مني هاتحبيني
رمقت إليه بتحدي قائلة
ده من عاشر المستحيلات و على فكرة أنا مرتبطة
سألها مبتسما بتهكم
مرتبطة بأخويا يوسف
أجفلها بهذا السؤال و كانت نظرات تترقب إجابتها على أحر من الجمر كانت عينيه تشتعلان من الحقد و الغضپ صاح بها
ما تردي
ابتلعت لعابها پخوف فأجابت على مضض
لاء مرتبطة بواحد تاني
نظراته المخيفة جعلتها تكذب
و تخشي أن يخبرشقيقه بذلك و سوف تكون فى موقف لا تحسد عليه ظل يتبادلان النظرات حتى جاء عرفة للتو يخبره
كل اللى فى المخزن خليت العمال يخرجوه و يرصوه على الأرفف أى أوامرتانية يا جاسر
استدار إليه و كأنه وجد أخيرا من يصب فوقه جمام غض٥به صاح بغض٥ ب
اسمي جاسر بيه مش منبه عليك مليون مرة تناديني باللقب ده
نهضت مريم و وقفت أمامه صاحت به
هو أنت مين أصلا عشان عمال تتكبر