رواية شغفها عشقه بقلم ولاء رفعت علي
والدتها التي تجلس أمام التلفاز و عندما تمعنت النظر إلى ابنتها ضيقت عينيها فسألتها
أنت لابسة ليه كدة إن شاء الله و رايحة على فين
ازدردت لعابها بتوتر بالغ اقتربت من والدتها لتخبرها بصوت خاڤت
بصراحة كنت عملها لكم مفاجأة و خصوصا لبابا لما يجي من المحل
حدقت إليها والدتها باستفهام
كانت على وشك أن تخبرها لكن قاطعها رنين جرس المنزل ارتجفت و تنظر بخۏف تركتها والدتها و ذهبت لتفتح الباب فتفجائت بحمزة يقف أمامها و يحمل على يديه علبة شكولاتة و تقف خلفه شقيقتها
ألتفت إلى ابنتها تحدق إليها بوعيد فنظرت الأخرى إلى الأسفل قالت شقيقتها
جرى إيه يا راوية هتسيبنا واقفين على الباب كدة كتير
عادت ببصرها إليهما فأشارت نحو الداخل لديها
يا أهلا و سهلا اتفضلوا
ولج كلا من حمزة و والدته إلى الداخل خلف خالته حتى غرفة إستقبال الضيوف
كانت رقية تنظر إلى حمزة بابتسامة تلاشت عندما سألت والدتها
خير يا حمزة ما كلمتنيش يعني قبل ما تيجوا و لا حتى أمك رفعت سماعة التليفون و قالت أنكم جايين
نظر إلى رقية أولا ثم إلى خالته و أجاب
و الله يا خالتي حبينا بس...
قاطعته والدته و تنظر إلى شقيقتها بامتعاض
رمق والدته بتحذير ثم عقب موضحا إلى خالته
أمي بالتأكيد ما تقصدش حاجة يا خالتي و معلش إن أحنا جينا لكم فجأة أومال فين عمي
صدح رنين الجرس مرة أخرى فانتفضت رقية و قالت والدتها
عمك اللى بيرن الجرس عن إذنكم لما أقوم أفتح له
زوجها
اتفضل يا حاج
اقتربت منه و همست إليه لتخبره بزيارة شقيقتها و ابنها نظر نحو غرفة الضيوف فسألها
أومال رقية فين
أول ما سمعت صوت الجرس جريت على أوضتها
هز رأسه و فى رأسه يعقد العزم على أمر لابد من وضع حدا نهائيا له فأخبر زوجته
سألتها بتوجس تخشي حدوث نشوب حرب على وشك أن تشتعل بعد قليل
هو أنت ناوى على إيه بالظبط
بحزم كان يحدق نحوها ثم قال
أعملي اللى أنا بقولك عليه و أنت ساكتة
أومأت له بطاعة قائلة
أمرك يا حاج
ذهب إلى غرفة الضيوف و ألقى التحية فرددتها سعاد و ولدها الذى نهض مبتسما و مد يده إلى يعقوب
أزيك يا عمي
تجاهل الأخر مصافحته بل و أشار إليه بامتعاض بأن يجلس رفعت سعاد زاوية فمها بتهكم على ما تراه من غير ترحيب كما كانت تتوقع و تخبر ابنها قبل المجيئ إلى هنا
وضع حمزة يده جانبه و يجز على أسنانه لكن مازال محتفظا بتلك الابتسامة التى يخبئ خلفها وجه إبليس الرجيم.
معلش يا عمي إن إحنا جايين من غير ميعاد بس فى الأول و الأخر إحنا أهل و مفيش ما بينا الرسميات دي
باغته الأخر بسؤال أجفله
من غير رغي كتير اتفضل قول الكلمتين اللى جاى تقولهم
ابتلع تلك المعاملة الجافة على مضض فكل شيء يهون من أجل الوصول إلى هدفه الذى خطط إليه منذ سنوات.
اعتدل في جلسته و بدأ يخبره
مبدأيا كدة يا عمي أنا الحمدلله ربنا فتحها عليا و عندى محل لبيع و تصليح الموبايلات و بكسب منه حلو وعندي شقتي بدأت أجهز فيها
تحمحم ليردف
فأنا يا عمي يشرفني إن أطلب منك إيد بنتك رقية
ساد الصمت قليلا حتى قاطعه صوت يعقوب الرخيم
و أنا ما يشرفنيش إن أجوزك بنتي
اتسعت أعين والدة حمزة و الصدمة غزت ملامحها لم يقل ابنها حالا عنها لكنه ظل يكبت غضبه إلى الرمق الأخير فسأله ببراءة التمساح عندما يتربص إلى أعدائه
ليه حضرتك بتقول كدة مش من يوم ما أبويا م١ت و أنت فى مقام أبويا و أنا زي ابنك!
رفع يعقوب حاجبه و يرمق الأخر بنظرة يخبره أن ما يفعله من تمثيل الوداعة و البراءة فلن ينخدع بذلك على الإطلاق لذا أجاب
أولا أنت مش ابني و ولادي جاسر و يوسف و رقية مفيش واحد فيهم بتاع حشېش و لا بتاع ستات و لا غشاش يروح يشترى الموبايلات المستعملة و يصلحها و يرجعها كأنها جديدة و يرجع يبيعها للناس على إنها لسه بالكرتونة
ابتلع تلك الإهانة بشق الأنفس فقال
و أنا كنت بعمل كدة فعلا بس بطلت و بقيت ماشي سليم
بس الأساس فاسد
قالها يعقوب بصوت مرتفع أجفل من بالغرفة و كانت زوجته تعلم ما سوف يحدث لذلك كانت تقف فى الخارج و تستمع إلى ما يحدث
نهض حمزة وفاض به الكيل فأخبره بتحدي
بس أنا بحب بنتك و عايز أتجوزها
نهض الأخر و حدق إليه پغضب قائلا
و أنا مش موافق
رد بتحدى مرة أخرى
بس هى موافقة و بتحبني و عايزاني
نهضت سعاد و اقتربت من ابنها تمسكه من ساعده
يلا يا حمزة قالك مش موافق يلا نمشي
اقترب يعقوب نحو ابنها و وقف أمامه مباشرة مبتسما بدهاء فصاح إلى زوجته
راوية أندهي على بنتك و خليها تيجي
أطاعت أمره بينما هو مازال يحدق إليه بنفس الابتسامة مردفا
أنا بنتي بتعمل اللى بقولها عليه حتى هاتسمع و تشوف بنفسك
رفع الأخر جانب فمه مبتسما بسخرية ثم ألتفت إلى التى ولجت للتو إلى الغرفة تنظر بخجل و وجل إلى أسفل قائلة
نعم يا بابا
وضع يديه خلف ظهره و أخبرها
البيه ابن خالتك جاى يطلب ايدك مني و أنا رفضت و قولت له أسبابي مش مصدقني لما قولت له عمرك ما هاتعملي حاجة أنا مش موافق عليها
رفعت وجهها و نظرت إلى والدها بتوجس و هي تخبره برغبتها
بس أنا يا بابا بحب حمزة و مش هاتجوز غيره
حاول أن يهدأ من روعه حتى لا ينفعل و يغضب عليها فقال
أبقي أتجوزيه بس لما أبقي أموت
و نظر إلى حمزة و والدته فقال لهما دون تردد
شرفتم يا حضرات
صاحت سعاد پغضب
أنت بطردنا من بيتك يا يعقوب!
ولجت راوية لتهدأ من نيران الأجواء المشټعلة قائلة
معلش يا ختي حقك عليا الحاج ما يقصدش
عقب ابن شقيقتها و ينظر إلى يعقوب بعدائية و وعيد قائلا
لاء يقصد يا خالتي و يكون فى علمكم كلكم رقية هاتبقي مراتي ڠصب عن أي حد
أشار إليه زوج خالته إلى الخارج
اطلع برة يالاه
وضعت رقية كفها على فمها ثم توسلت إلى والدها
أرجوك يا بابا إديله فرصة ب...
صاح بصوت جعلها انتفضت بفژع
اخرسي خالص و خشي جوة أوضتك
بينما حمزة قبل أن
يغادر صاح بتحدي
أنا ماشي بس أفتكر كلامي كويس بنتك مش هتبقي لحد غيري و هيحصل على حياة عينك يا يعقوب يا راوي
ما أجمل البدايات التي تجعلك تحلق بمخيلتك إلى الآفاق و لما لا فبدون الخيال لا وجود
للواقع و ها هي تتمدد على السرير شاردة في أحداث اليوم انتبهت لفتح الباب و اطمئن قلبها حين ولجت ابنة خالها تحمل إناء زجاجي ملئ بالذرة المقلية و