رواية لم يبق لنا إلا الوداع
عمله فمنار علشان يدوق الۏجع زيها لما تسيبه
تجهم وجه هالة وقبضت على كتفي شقيقتها بحزم وأردفت
_ إياك يا رنا تفكري في حاجة زي كده وأوعي تستسلمي للشيطان وتفتكري إنك لما تكشفيه ويطلق مراته أنك بكده رديت حق منار لا يا رنا أنت كده هتبقي وجعتي مراته وبدل ما أختك بس اللي پتتعذب هتبقى مراته كمان وبعدين متنسيش إن منار قالت إنها حامل يعني كلام زي دا ممكن يأثر فيها ووقتها هيبقى ذنبها وذنب البيبي فرقبتك
_ أستغفر الله العظيم أنا مش عارفة أزاي فكرت كده ربنا يسامحني بس أنا مكنش فدماغي أي حاجة من دي وكنت فاكرة إن هو بس اللي هيتوجع
هزت هالة رأسها بالنفي وأردفت
_ لا يا رنا لو على أمجد فهو مش هيتوجع مهما عملنا علشان هو مرتب نفسه لكل حاجة وإلا مكنش قدر يخدع منار ويخدعنا كلنا طول الوقت دا ولو على مراته فهي ملهاش ذنب وحرام نأذيها عموما أنا زي ما قلت لك أدعي لأختك وإن شاء الله ربنا هيخفف عنها ويعوضها عنه بالأفضل
ولم تدرك هالة ورنا في تلك اللحظة أن القدر كان له ترتيبه الخاص للأطراف كلهم فلا شيء يترك للصدفة ولا لعبث الأشخاص فلكل أمر مهما استصغره المرء ثمنا عليه سداده مهما طال أو قصر الزمن خاصة حين يمس القوارير الذي أوصى النبي عليه الصلاة والسلام برعايتهن بقوله استوصوا بالنساء خيرا
بعد مرور شهر على طلاق أمجد لمنار وتعمده الظهور بكل مكان هي فيه أرسل أحدهم وعقد صفقة عمل بينه وبين شركة سامر وها هو بات على موعد جديد معها ليزكي نيران عڈابها فرؤيته شحوب وجهها وضعفها يزيده نشوة وعليه زيادة معاناتها لتدرك ما خسرته
حدقت به منار بشيء من التيه في بادئ الأمر وحين تفهمت عرضه أدركت أنها بعملها بشركته ستكون عرضة بشكل أكبر لمصادفة أمجد وهو الشيء الذي باتت تبغضه وتكرهه وتتمنى إلا يقع بصرها عليه مجددا فزفرت بأسف وهزت رأسها مردفة
باغتته بقولها وبهتت ملامحه وهو ينظر إليها وأدرك من تهربها من مواجهة نظراته بأن الأمر أكبر من احتياجها للتركيز فزم شفتيه وترك مقعده وسالها بقلق
_ منار هو أنا
________________________________________
ينفع أسالك سؤال شخصي وتجاوبيني بصراحة
ارتجفت من نظراته وتراجعت هربا وهزت رأسها بالرفض ولكنه لم يقبل رفضها واقترب منها قائلا
_ مين السبب فالحالة اللي بقيتي فيها دي
استدارت عنه ورفضت إجابته وهمت بمغادرة مكتبه فسارع سامر واعترض طريقها مردفا
_ أمجد السبب فالحالة دي مش كده
تصلبت ملامحها وهي تبادله النظر وزفرت بقوة قائلة
_ لو سمحت يا بشمهندس سيبني أمشي ويا ريت بعد كده تخلي كلامنا فحدود الشغل وبس عن إذنك
تجاوزته لتغادر وليتها لم تفعل فما أن مست يدها مقبض الباب حتى دفعت بغتة إلى الخلف وقد اختل توازنها فسارع سامر بإسنادها في اللحظة نفسها التي ولج فيها أمجد فوقف يبادل نظره بينها ملامحها الباهتة وبين ساعد سامر الملامسة لخصرها حينها تمنت منار لو تنشق الأرض وتبتلعها في حين رفع سامر يده عنها معتذرا بينما ارتسم الجمود على ملامح أمجد الذي عقد ساعديه مردفا
_ ممكن أفهم إيه اللي بيحصل فالمكتب بينك وبينه يا الأستاذة
أثار سؤاله ڠضبها فرفعت وجهها ونظرت نحوه بكراهية بينما تابع سامر ملامحها وتعجب لنظراتها النافرة وهم بإجابته ليمنعه صوت منار الحانق بقولها
_ اسمي البشمهندسة منار مش الأستاذة واللي بيحصل هنا ميخصكش يا بشمهندس فيا ريت تلتزم بحدود اللي يخصك وبس
صڤعته بإجابتها واستدارت عنه بإهمال ونظرت إلى سامر الذي ازداد فضولا ورغبة لمعرفة ما حدث بينهما ليتفاجأ بها تخبره
_ أنا مضطرة أمشي يا بشمهندس وبالنسبة لعرض الشغل أوعدك إني هفكر فيه بجدية بعد ما استشير والدي وهرد عليك فأقرب وقت وبعدين حضرتك لازم تكون واثق إن مافيش حد عاقل يقدر يرفض عرض مميز زي اللي حضرتك قدمته
مرت من جواره ورمقته باشمئزاز لم يتحمل أمجد إهمالها إياه ولا تقبل أهانتها له فمد يده وقبض على ساعدها متناسيا وجود سامر انتفضت منار لجرأته ونفضت يده پغضب ودفعته عنها ولوحت بإصبعها أمام وجهه تنهره بقولها
_ الزم حدك يا أمجد وأبعد عني وصدقني لو أتكرر اللي عملته دا أنا هقل منك جامد وأظن أنك مش هتقبل إن منار شهدي تعلم عليك تاني
القت كلمتها الأخير بتهكم واضح وغادرت مسرعة وخلفت ورائها رجلا كاد يفتك بها من شدة غضبه وآخر حاول كبح سعادته كي لا يلحظه غريمه وحاول أن يشتت انتباه أمجد ولكنه تفاجأ به يسرع بمغادرة مكتبه بوجه ينذر بحلول کاړثة لم يتمهل سامر أو يفكر بعقاپة قراره ولكنه لبى نداء قلبه وتبع حدس عقله وغادر متتبعا خطوات أمجد الذي عمى الاڼتقام قلبه وغيب عقله وزفر بارتياح حين فشل أمجد في اللحاق بها ولكن ما زاد سامر قلقا واسترعى انتباهه رؤيته أيمن يطرق نافذة سيارة أمجد قبل انطلاقه وحديثه معه بوجه متجهم فتوارى سامر عن النظر وأدرك سبب رفض أيمن لتصميم منار لذا قرر ملاحقة أمجد ومواجهته
يتبع
________________________________________
رواية لم يبق لنا إلا الوداع الجزء الاخير بقلم منى أحمد حافظ
10 كيد مرودو
ولجت منار إلى منزلها بجسد منتفض ووجه شاحب واستندت إلى باب مسكنها مغمضة العين لا تصدق رؤيتها لتلك الكراهية بعينه بل وأحستها منه والتي جعلتها حتى اللحظة تتساءل من منهما الضحېة ومن الجلاد كي ينظر إليها وكأنها هي من قامت بخيانته وليس العكس لم تنتبه منار في خضم خۏفها الأعين التي حدقت بها بقلق ففتحت عينيها فجأة بعدما أحست
________________________________________
بأن هناك من ينظر إليها لتتفاجأ بشقيقتها عفاف تجلس وبجوراها أخوتها فكان أوان إخفاء ذعرها قد فات حين هبوا على أقدامهم وسارعوا إليها مخطفين إياها بين أذرعهم ليشكلوا حولها درعا أذهب روعها عنها وجعل