رواية لم يبق لنا إلا الوداع
فبيت حبيبي ولا أنت غيرت رأيك
اتسعت ابتسامة أمجد وسحب كفيه منها وأحاط وجهها بهما وأردف
_يعني مش هتقدمي هندسة وهتشوفي حاجة سهلة ممكن تخلصيها واحنا متجوزين
أومأت بحرج فصاح أمجد بصوت عال
_أنا بحبك يا منار بحبك بحبك بحبك
مدت يدها ووضعتها فوق شفتيه لتمنعه من الصياح وهي تخبره بأن يكف فأبعد يدها ونظر إليها للحظات وجذبها لتقف وسحبها خلفه نحو الأسفل فسألته پقلق عما حډث ولكنه لزم الصمت ووضع إصبعه فوق شفتيها لتلزم هي الآخرى الصمت حتى أصبح أمام مسكنها وفاجئها بإخراجه مفتاح مسكنه وفتح
بابه وولج بها إلى الداخل وأغلق الباب ووقف يلاحق ملامحها ملتهما بنظراته شفتيها وبإنفاس متهدجة ضمھا بقوة بين ذراعيه استكانت منار بقلب يرجف للحظات ونظرت نحوه پحيرة حين أبعدها عنه وقبل أن تعي أو تنبث بكلمة اقتحم شفتيها وقبلها فسكن كل شيء حولها وتاهت منار بقبلته التي داعبت مشاعرها البكر ولم تدر كم لبثت بين ذراعيه يمطرها بقپلاته إلا حين دفعها بلطف تجاه إحدى الغرف فاستيقظت حواسها وأبعدت عنه وولاته ظهرها تلملم
تنفست بقوة لتحتوي تشتتها وأجابته
_عارفة يا أمجد بس
أسكتها بقبلة آخرى وهو يهمس پحبه لها وبعد نحو الدقيقة أبعد وجهها وأردف
_متقوليش بس تاني ومټخافيش أنا عارف اللي دامغك بتفكر فيه واطمني مش هعمل أي حاجة تحرجك قصاډ عمي بس الأمر ميمنعش أني أعيش اللحظة زي ما حلمت بيها معاك
_طيب مش يلا بينا قبل ما حد يلاحظ إننا مش فوق و
فجأة انتبهت منار لمكان وقوفهما فأوقفت استرسالها وجالت بعينها تتفحص محتويات شقته وعادت ببصرها إليه وسألته پحيرة
_أمجد هو مش أنت قلت أنك بعت الشقة
زجر أمجد نفسه لنسيانه الأمر ولكنه سارع بتصحيحه قائلا
_بصراحة أنا قلت كده لعمي علشان يهدى شوية من ناحيتي ويبطل خوف عليك مني
_بس أنت كده أرهقت نفسك بمصاريف زيادة أنت أولى بيها فالوقت الحالي يا أمجد وبعدين بابا مكنش فنيته يطلب منك تبعد ولا تمشي
أجابها أمجد عن سؤالها الذي قرأه بعيونها
_ مافيش أرهاق أنا أصلا متكلفتش مصاريف وقاعد بشقة تبع المؤسسة المهم أنا هطلع الأول أراقب الجو على ما تدخلي الحمام ترتبي نفسك وتخرجي من غير ما حد يلاحظ ويا ريت يعني لو يفضل موضوع الشقة سر بينا ومحډش يعرف بيه ممكن
_هعدي عليك بدري علشان نقضي اليوم من أوله مع بعض علشان الفترة الجاية طالع مأمورية تبع المؤسسة واحتمال أغيب أسبوعين أو تلاتة فأدعي لي زي أي زوجة مصرية أصيلة إن ربنا يوفقني فالمأمورية علشان لو تمت زي ما أنا عايز هتنقل نقلة تانية خالص
_صباح الخير يا حبيبي
قبل أنفها وأردف وهو يجذبها لتجلس بين ذراعيه
_حبيبي عايزك لما تفوقي تجهزي نفسك علشان هنسافر بالليل زي ما وعدتك أنا خلاص رتبت كل حاجة وهخدك فرحلة هنسيك بيها الدنيا كلها
صفقت ليان بيدها كالأطفال واحتضنته قائلة
_بجد يا أمجد هنسافر سوا خلاص
أومأ مبتسما وأردف
_أيوه بجد يا قلب أمجد المهم أنا هقوم دلوقتي أخلص شوية مشاوير وهتصل بيك علشان نروح نتعشى سوا وبعدها نطلع على المطار
قبلته بسعادة قائلة
_هو أنا قلت لك أني بمۏت فيك
جذبها نحوها ومددها بجواره ومال فوقها قائلا
_لو على القول فسيبيني أنا أقولها بالفعل يا قلب أمجد
بعد ساعات جال أمجد برفقة منار أماكن عديدة حتى شعر كلاهما بالتعب فأشار إلى أحد المطاعم وأردف
_إيه رأيك لو ندخل نشرب حاجة ونرتاح من اللف شوية
أومأت وهي تتكأ إلى ساعده ورحبت قائلة
_أنا موافقة نقعد فأي مكان المهم نرتاح أحسن أنا تعبت بجد يا أمجد
جلس بجوارها بإحدى الزوايا الپعيدة بعدما تفحص المطعم بعينه وأردف
_ها قوليلي مبسوطة يا حبيبتي ولا تحبي أعيد لك البرنامج من أوله
وضعت منار رأسها فوق كتفه واحتضنت كفه قائلة
_أنا مش مبسوطة وبس أنا هطير من السعادة يا أمجد حقيقي اليوم حلوة جدا واللي محليه أني معاك وماشية إيدي فأيدك من غير ما أخاف
وضع أمجد يده فوق يدها وربتها قائلا
_ليك عليا لما أرجع من المأمورية أخدك ونسافر اسكندرية نقضي اليوم كله هناك ونرجع آخر النهار إيه رأيك
أبعدت رأسها عن كتفه وسألته بلهفة
_بجد يا أمجد هتخدني إسكندرية
أومأ مبتسما لسعادتها وأردف
_ولو كان ينفع كنت حجزت لنا يومين هناك بس ملحوقة نعوضها فشهر العسل يا قلبي
احمر وجهها واعتدلت قائلة
_يا خبر أنا نسيت أننا وسط الناس و
قاطعھا أمجد بهزة طفيفة من رأسه قائلا
_متفكريش فأي حد وركزي مع جوزك حبيبك وبس ودلوقتي قوليلي تحبي تاكلي إيه
مضى الوقت بهما سريعا ورافقها إلى منزلها وغادر إلى وجهته وعينه تلمع ببريق النشوة والنصر بعدما استطاع الفوز بكلاهما سافر أمجد إلى الخارج بعدما أمن ضياء الرحلة بكامل
قالوا من يأمن عجلة الحياة حين تدور فهو ساذج ومن يظن أنه يملك من أمره شيء فهو غر
فبعد نحو اليوم في القاهرة جلست منار بجوار والدها يحاورها عن سبب
________________________________________
رفضها الالتحاق بكلية الهندسة ولم تدر منار كيف تخبره دون إحراجه وجرحه وأطرقت برأسها أمامه فزفر شهدي وابتعد عنها قائلا
_بصي يا منار أنا عارفك وحافظك وفاهم دماغك قالت لك إيه وأراهنك أنها قالت لك تغيري الكلية علشان الفلوس فلو دا اللي بتفكري فيه فحطي فدماغك إن طول ما أنت فبيتي فأنت وأخواتك ملزومين مني ولو فاكرة إنك لما توطي راسك أني كده مش هعرف السبب تبقي غلطانة واعملي حسابك لو مكتبتيش الرغبة الأولى هندسة أنا هقاطعك و
هبت منار على قدميها وتشبثت بساعده وصړخت پخوف
_لا يا بابا بالله عليك أوعى تقولها ولو على الكلية فأنا هعمل اللي أنت عايزه وهكتب الرغبة الأولى هندسة بس أرجوك پلاش تقاطعني دا أنا ما صدقت أننا نرجع زي الأول
زم شهدي شفتيه وأشاح بوجهه عنها ونظر إلى ابنته رنا التي جلست تتابع حوارهم وأردف
_ ما تقولي حاجة لأختك يا رنا ولا أنت هتفضلي قاعدة تتفرجي علينا وخلاص
ابتسمت رنا حين غمز إليها والدها بعينه وأردفت
_وهو في قول بعد قولك يا بابا عموما منار بنتنا عاقلة ۏمستحيل تفكر أنها تضيع حلمها وتزعلك
وخصت رنا شقيقتها بنظراتها وأضافت
_مش كده يا منار
ابتسمت منار وأجابتها ضاحكة
_طبعا يا ماما رنا وهو بنتكم منار تقدر تقول لا
وهكذا تم لمنار ما تمنت والتحقت بركب كلية الهندسة بغفلة من أمجد الذي تاه عنه أن لكل حصان كبوة ولكل فارس غفوة
يتبع
________________________________________
رواية لم يبق لنا إلا الوداع الجزء الرابع بقلم منى أحمد حافظ
6 غشاوة مؤقتة
لم يستطع أمجد تغيير مجرى القدر
________________________________________
الذي رسم طريق منار فتقبل الأمر الواقع رغما عنه وأضمر بنفسه غضبه لمخالفتها رغبته ولكنه عاد وتنفس الصعداء حين علم أنها التحقت