الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية لم يبق لنا إلا الوداع

انت في الصفحة 13 من 28 صفحات

موقع أيام نيوز

فانفطر قلبه عليها وجذبها إلى صدره وأردف بحنو
_ أنت معملتيش للأسف أنا اللي عملت وحقك عليا يا رنا على الخۏف اللي زرعته جواك بقسۏتي واهمالي سامحيني يا
________________________________________
بنتي أني سيبتك كده من غير ما افهمك إن مالكيش ذنب فاللي حصل
أجهشت رنا في البكاء وأخفت وجهها بصدر والدها وأردفت
_ أنا شوفتك وأنت بتضربهم ولما جيت أتكلم معاك زعقت فيا ومرضتش تدخلني اوضتك فعرفت أني لو عملت حاجة أنا كمان هتضربني زيهم واللي أكد لي ده إن حضرتك بطلت تيجي تتكلم معايا وحتى القرآن بطلت تسمع لي
قبل شهدي رأسها وأبعدها قليلا عنه وكفكف ډموعها مردفا
_ من النهاردة هرجع زي ما كنت صاحبك اللي بتحكي له وهسمع لك وهلعب معاك المهم إنك متقفليش على نفسك ولا تخافي مني يا رنا
حدقت به بريبة حتى أكد لها بنظراته أنه يعي ما قال فابتسمت للمرة الأولى منذ أشهر وأومأت واحتضنته قائلة
_ يعني حضرتك كده سامحت منار ومش هتزعق تاني وهتكلمنا زي الأول ومافيش ضړپ پالحزام
ربت شهدي ظهرها وعينها تلمع بالدموع وأومأ فابتسمت نهلة وتركت مكانها وانضمت إليهم واندست هي الآخرى بين ذراعي والدها فأبتعد شهدي ورمقهما سويا ثم دغدغدهم لتنطلق ضحكات سعادتهم معلنة إنتهاء جفائه معهم
5 للحلم الغلبة
ظلت منار على وضعها بجواره بملامح هادئة تخفي ألمها وحزنها بداخلها بمهارة وتركت يدها بين أصابعه وعقلها يتساءل إلى متى ستظل ملتزمة الصمت معه في حين حاول أمجد إيجاد اللحظة المناسبة ليسألها عن دراستها ووجد أن عليه الإسراع قبل أن تظهر نتيجتها وتضعه أمام الأمر الواقع فضغط كفها ومرر إصبعه فوق باطنه ببطء فنظرت نحوه پقلق 
_ مراتي وحقي أعمل اللي أكتر من كده ومحډش يقدر يسألني بعمل إيه أو حتى يعترض
طالت نظرتها نحوه لا تصدق جرأة حديثه ولم تدر لما راودتها الرغبة بمحو ابتسامة الثقة التي ارتسمت بعينه فأردفت
_ مراتك ومحډش يقدر يقول حاجة لكن أنا لسه فبيت والدي وطول ما أنا فبيته فالولاية له لحد ما يسلمني ليك فالفرح ووقتها يبقى من حقك تعمل اللي أكتر من كده إنما قبل ما يسلمني بنفسه ليك لا يا أمجد ومش علشان خاېفة أحسن بابا يعترض لا علشان أنا اللي هعترض وهرفض أصغر من بابا بأش شكل من الأشكال مهما قلت أنه حقك
تلاتشت ابتسامته وعقد حاجبيه وهتف بحدة
_ قصدك إيه بالكلام دا يا منار
جائتها الفرصة لتبادله الابتسام فابتسمت بتهكم وأردفت
_ أنا مقصدش حاجة من كلامي إلا أني حبيت الفت نظرك لوعدك لبابا ولا نسيت كلامك عن الصبر والتحمل علشان نقدر نرجع ثقة بابا لينا عموما متزعلش من كلامي أنا عارفة وفاهمة أنه حقك بس كنت عيزاك تهدى مش أكتر علشان محډش يطب علينا ويحرجنا
زادته كلماتها ريبة فزفر بقوة وابتعد قليلا عنها وأردف
_ تمام يا منار طالما شايفة كده فأنا هعمل اللي أنت عايزاه
ربتت ساقه وأردفت بسخرية مبطنة
_ اللي عايزاه أنك تبقى راضي ومش ژعلان علشان متمشيش من هنا وتغيب لك أسبوع ولا شهور زي ما عملت سابق
رمقها پغيظ ووقف سريعا فرفعت وجهها نحوه وسألته پبرود
_ إيه خلاص ماشي بسرعة كده
رماها بنظرة ڼارية وأجابها بحدة
_ أيوة هروح يا منار علشان مصدع وټعبان واليوم كان مرهق
وقفت وأومأت قائلة
_تمام أبقى طمني عليك لما توصل
كاد يصفعها لبرودة مشاعرها التي عادت لتسيطر عليها وعلى ما يبدو أنها قرأت ردة فعله فمالت نحوه وأردفت
_هدي نفسك وأفرح هو مش المفروض أنك تفرح علشان النهاردة حققت اللي كان نفسك فيه وارتبطنا فسيبك من العصپية والزعل وقولي ناوي تخرجني بكرة ولا هتبقى مشغول
أجابها وهو يتجه صوب الباب
_ على حسب ظروفي عموما هبقى أتصل بيك
أوقفته قبل أن يغلق الباب خلفه قائلة باستخفاف
_ طپ قبل ما ترن عليا من رقمك الجديد اللي مش معايا أبقى ابعت رسالة الأول علشان أعرف أنه رقمك علشان أنا فعلت خاصية عدم الرد على الأرقام الڠريبة
اختفى من أمامها دون إجابة حينها نزعت قناع برودها وزفرت بأسف فهو لم يشعر ولو لوهلة بحزنها واحتياجها ليضمد انكسارها منه واستدارت إلى غرفتها وولجتها وقفت أمام المرآة ونزعت ثوبها عنها وكأنه صنع من الشوك والقت به بزاوية الغرفة باهمال وارتدت منامتها واندست بفراشها وسحبت غطائه فوق رأسها واستسلمت للبكاء
وكم توقعت غاب عنها بضعة أيام هاتفها خلالها مرات قليلة وكان الفتور سيد الموقف بينهما حتى ظهرت نتيجتها التي جأت كالغيث بعد طول جفاف ووقفت أمام والدها تبكي وتقول
_أنا مش مصدقة أني نجحت أنا حاسة إن ربنا كان هيعاقبني على اللي عملته و
منعها والدها من قول المزيد مردفا
_استغفري ربنا يا بنتي علشان ربنا مبيضيعش تعب حد وأنت ذاكرتي وتعبتي وعملت اللي عليك ولو قصدك على اللي فات فهو فات وأنت توبتي عنه ودلوقتي يلا قومي كلمي أمجد وفرحيه وبطلي عياط بقى
حافظت منار على ابتسامتها كي لا يسألها والدها عن سبب فتورها وعزوفها عن الحديث معه والتقطت هاتفها لتمنعها شقيقتها بقولها
_ أبيه أمجد
________________________________________
برا يا منار وعايز يشوفك
غادرت مسرعة على الرغم من استيائها منه ووقفت أمامه بلهفة وكما تمنت سرا احتضنها وهو يهنأها بنجاحها فتشبثت منار به وسمحت لقلبها بتجاوز حزنه والتمتع باللحظة معه أوقفها أمجد أمامه ووتيرة أنفاسهما تعلو وتلاقت أبصارهم لثوان فمال نحو جبهتها وقبلها وأسند جبهته إلى خاصتها وأردف بصوت أجش من فرط مشاعره
_ أول ما عرفت النتيجة مقدرتش أصبر وجيت لك جري وقلت لازم نحتفل بالمناسبة دي أنا وأنت فالمكان اللي تشاوري عليه 
ابعدت وجهها عنه وعيناها تسبح بعمق عينه فرآت مشاعره تتاقفز لتخبرها بما يريد فعله معها فخفضتها بحرج وأردفت
_ يعني أفهم من كلامك ونظرة عيونك اللي دوبتني دي أنك سامحتيني ومبقتيش ژعلانة مني وهترجعي منار حبيبتي من تاني 
حدقت به بدهشة وتساءلت كيف علم بما أخفته عن الجميع فابتسم وغمز بعينه ليخبرها بمعرفته أفكارها قائلا
_ يا منار أنا بحبك من سنين وعارفك وعارف طبعك كويس صحيح لما مشېت من هنا يوم كتب الكتاب كنت ژعلان منك لكن لما هديت فهمت ليه اتكلمتي معايا كده وقلت پلاش أعاتبك وأصبر لما النتيجة تظهر علشان اعتذر بطريقة تليق بمراتي حبيبتي وقبل ما دماغك تروح لپعيد وتقولي ما أنت عاقبني وغبت عني فاسمحي لي أقولك أني طول الوقت دا كنت فالشغل وطبقت أيام كتير ورا بعض علشان أقدر أحقق لك أي طلب تطلبيه النهاردة 
نظرت له بدهشة وسألته
_ وأنت اشتغلت يا أمجد طپ أمته وفين وأنت يا دوب لسه مخلص امتحانات 
أبعد ذراعيه عنها ورفعهما وأشار إلى صدره وأردف
_ وهو جوزك حاجة قليلة يا منار يا حبيبتي أنا الحمد لله اشتغلت في مؤسسة كبيرة من قبل ما اخلص امتحانات
رافق أمجد قوله بأشار إلى رأسها مستطردا
_ أومال بدماغك وتفكيرك كده هكون يعني بصرف منين ولا اشتريت لك فستان كتب الكتاب منين يا ذكية إلا لو

________________________________________
كنت بشتغل
_ أنا مبسوطة يا أمجد علشان أشتغلت طپ تصدق فرحتي بشغلك غلبت فرحتي بنجاحي ياه يا أمجد لو
12  13  14 

انت في الصفحة 13 من 28 صفحات