الأربعاء 04 ديسمبر 2024

عشق الهوي

انت في الصفحة 81 من 108 صفحات

موقع أيام نيوز


ان تستيقظ ولكنها لم تفعل بل اتكأت برأسها على ذراع الأريكة وتابعت نومها فابتسم ثم وضع يديها حول عنقه وحملها بلطف واخذها الى الغرفة فوضعها على السرير بجانب ابنهما وقام بتغطيتها ايضا ومن ثم جلس بجانبها واخذ يتأملها بعيون عاشقة ... ولكن سرعان ما اعتلت محياه ملامح الحزن عندما تذكر انه قام بصفعها في الماضي فاخذ يمسح على شعرها براحة يده وقال بصوت خاڤت انا اسف يا قلبي... مكنش قصدي اضربك بس كنت اعمى وقتها ومعرفش ازاي تجرأت وعملتها.

قال ذلك ثم قبل خدها الذي صفعه سابقا وابتعد عنها وبعدها اطفأ الضوء وخرج من الغرفة فتوجه نحو الأريكة التي في غرفة المعيشة واستلقى عليها واضعا ذراعه اليمنى خلف عنقه وما هي الا دقائق معدودة حتى استسلم للنوم ايضا.
تسارع في الاحداث........
انطوى الليل بعتمة ظلامه منسدلا خلف أستار الكون الفسيح ... ودبت الأرض ضياء حين أرسلت الشمس شعاعها الذهبي بعد أن غاصت في أغوار المحيط معلنة عن صباح يوم جديد فتسللت خيوطها الذهبية من نافذة غرفتة مريم وانعكست على وجهها واعطته لونا ذهبيا زادها جمالا شعرت بدفء لطيف يغزو بشرتها الصافية وجعلها تفحت عيونها ببطء ولكن سرعان ما اغمضتهما ورفعت يدها لتحجب ذلك الوهج الذهبي عن عيناها ثم التفتت الى جانبها ووجدت ابنها مايزال نائما بجانبها وهو كالحمل الوديع ابتسمت باشراقة وقبلت وجنته بكل حنان ولكن سرعان ما ادركت انها في غرفتها فهبت جالسة على السرير وقالت انا جيت هنا ازاي 
ثم اخذت تبحث عن ادهم بنظرها في ارجاء الغرفة ولكنها لم تجده فنهضت عن السرير ثم توجهت نحو الباب وفتحته لتخرج الى غرفة المعيشة وجدته ما يزال نائما بعمق على تلك الاريكة وسرعان ما أرتسمت ابتسامة صغيرة على وجهها فتحركت نحوه بخطوات بطيئة حتى اصبحت واقفة بالقرب منه انحنت قليلا واخذت تتأمل قسمات وجهه الذي لطالما أحبته... فلم تشعر بنفسها عندما انحنت بجسدها وجلست القرفصاء وضعت يدها على خدها الأيسر بينما كانت تنظر اليه بتمعن وكأنها تحاول ان تشبع من رؤيته فقالت بصوت اشبه للهمس وزنك نقص عن اخر مرة شفتك فيها... وكمان بقى عندك شنب بس كدا اجمل .
قالت ذلك وسمحت ليدها اليمنى ان تتسلل الى شعره الاسود ونزلت بها الى حاجبيه فابتسمت عندما عقدهما تعبيرا عن انزعاجه من يدها التي عكرت صفو نومه فسحبتها بسرعة وهبت واقفة ثم استدارت وحاولت الابتعاد عنه وهي تتسلل على رؤوس اصابع قدميها حتى لا يستيقظ ولكنها تجمدت في مكانها عندما سمعت صوت رجولي
تعرفه جيدا يقول لها كنتي كملي اللي بتعملي...انا مش همنعك.
في تلك اللحظة تجمد الډم في عروقها واتسعت عيناها على وسعهما وبدأ صدرها يعلو ويهبط وشعرت بالبرودة تسري في جسدها بالرغم من دفء المكان ابتلعت ريقها وحاولت ان تلتفت ولكن حركتها شلت تماما عندما سمعت صوت خطوات رجولية تقتربت منها وفجأة وقف خلفها .... وما زاد الطين بلة شعورها بيد قوية دافئة امسكت ذراعها بلطف فأغمضت عيناها بشدة اما هو فابتسم وهمس في اذنها بصوت شجي قائلا صباح الخير يا مريم .
في تلك اللحظة شعرت مريم بجسدها يذوب كقطعة سكر تذوب في فنجان شاي بسبب ذلك الصوت الرجولي الذي اخترق مسامعها وتسللت كلماته لتصيب قلبها الذي كان ينبض بسرعة كما لو كان طبل واحدهم يقرعه بقوة ... فقالت بصوت يكاد يختفي وبدون ان تتحرك شبرا واحدا ص.. صباح النور.
فاتسعت ابتسامة ادهم وسمح ليده التي كانت تمسك بذراعها ان تصعد إلى كتفها فادارها ليصبح وجهها مقابلا لوجهه ولكنها احنت رأسها ولم تنظر إليه فلم يشاء ان يخجلها اكثر لذا ابتعد خطوتين للوراء وقال اكيد اتفجأتي لاني نمت هنا مش كدا يعني احنا قررنا اني هنام جنب ادهم بس شفتك نايمة على الكنبة فقلت مينفعش اسيبك تنامي هنا وانا انام على السرير علشان كدا شلتك وسبتك تنامي جنب ابننا .
نظرت مريم اليه وقالت بدهشة ش.. شلتني !
فابتسم بخبث وقال ماتخفيش مكنتيش تقيله... بصراحه استغربت اوي لما شلتك لاني كنت فاكر ان وزنك اتقل من كدا .
فاشاحت بنظرها عنه واستطردت قائلة هروح اعمل شاور عن اذنك.
قالت ذلك ثم تحركت بخطوات سريعة نحو الحمام فدخلت واغلقت الباب خلفها ثم وضعت يدها على صدرها وشعرت بأن قلبها كان على وشك الفرار من بين ضلوعها اما هو فحاله لم يكن يختلف عن حالها ابدا.. بل حتى انه كان متوترا اكثر منها. رفع يده ومررها في شعره المشعث وتنفس بعمق وقال في سره انا اسف يا حبيبتي... عارف انك بقيتي تخافي مني بعد كل اللي حصل بينا زمان بس بوعدك اني هنسيكي كل حاجة وهحاول اخليكي تحبيني زي ما بحبك علشان نقدر نكمل حياتنا مع بعض ونربي ابننا احسن ربايه.
في الحمام.....
كانت مريم ما تزال جالسة على كرسي المرحاض تفكر
 

80  81  82 

انت في الصفحة 81 من 108 صفحات