السبت 23 نوفمبر 2024

رواية أزل بقلم أمل دانيال الرواية كاملة

انت في الصفحة 3 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

تلعثمت كثيراً، تمنيت لو أني أعلم أساسا سبب حديثي هذا..

فاسترسلتُ قائلاً : أريد شيئاً منكِ، يبقى معي للأبد!

ابتسمت باستغراب و خجل وقالت : لماذا؟فقلت:

أريده فقط، غدا موعد التحاقي، نفذي ذلك لطفاً !

فأخرجت من جيب معطفها الأبيض كتيباً صغيراً مكتوبٌ على صفحته الأولى (حصنُ المسلم)… كتاب أدعية صغير

فقالت بكل طيبة : تفضل.

كنت سعيدا و حزينا بالوقت ذاته، متناقضة مشاعري معها..فـــبالحقيقة احرجتني

ازل.. تمنيت لو انها تعاملني بقسوة ولو لمرة، لو انها ترد اعتبارها ولو بكلمة جارحة.. حتى ولو برفض طلبي ذا.. (الا تتعب من كونها جيدة دائماً؟)

شكرتها كثيراً و اكتفت هي بكلمة (موفق) ..

ودعتُ #مرتضى، و المستشفى و كل شيء، كمن ينظر لهم نظرات أخيرة!وضعت كتاب

#أزل في جيب قميصي و مضيــت!!

و #مضت_الايام

و أنا اخدم في جبهات القتال، اعالج الجنود الجرحى، و اعلن وفاھ كثيرين، اكلت اشياء غير قابلة للأكل، نمت سويعات معدودات، اصبت مرات عدة ، و كدت أن أموت حقا بسبب الاكتئاب! و في كل مرة كنت أقرأ من كتاب #ازل.. و لا اذكر أن مرّ يوم الا و أنا اتذكرها بدعاء!ثـــم و بـــــــــ#معجزة_

سماوية…. عدت!!

و قبل دياري، و قبل عائلتي، تعنيت للمستشفى بذريعة العلاج!

و ما ان دخلت بحثت عنها ، و بالفعـــل رأيتها غارقة في عملها، كانت تضحك مع أحد كبار السن الراقدين هناك..

فاقتربت منها بملابسي الرثة و حقيبتي الضخمة التي كانت على كتفي..

لم تبقي لي العسكرية

وجها وسيما هه كنت مليئا بتراب الحرب، و بعض من الډماء   المتيبسة على جبيني!

لم اهتم لهيئتي.. كان جل همي أن أراها!

فالقيت التحية و ردت عليّ مرحبة بي و قالت : مبارك لك عودتك بسلام!

قلت لها : لا تهنئي أحدا خرج من الحرب بسلامته، فحتى من عاد لم يعد فقالت بابتسامة :

جعلتك الحرب عميقاً !!
وبعد برهة صمتٍ قلت لها : #ازل شكراً لك على الكتيب الذي اعطيتني إياه!

فقالت بنبرة جدية : عفوا.. انا لم اعطك اياه للأبد، إن تفضلت أعده لي حين ترتاح!

لا أعلم لماذا توترت انذاك..

فقلت لها :

لماذا؟ أريد أن يبقى منك كـــذكرى!

انت في الصفحة 3 من 8 صفحات