رواية لمن القرار بقلم سهام صادق
قدميها...روحها خاوية وعيناها تقطر ألما.. الناس حولها يغادرون الحديقة وقد أضحت بمفردها
هاتفها رنينه يعلو.. ولكنها لم تكن بحالة تسمح لها أن ترى من يهاتفها
استجمعت قواها بعدما عزمت أمرها ستذهب إليه لتواجهه بحقارته.. وكيف يرسم دور الحبيب عليها وعلى شقيقتها
الهاتف يعلو رنينه مجددا ولم تكن إلا ميادة التي أرادت أن تصارحها بخطة رسلان.. ف رسلان يتلاعب قليلا بوالدتهم تعلم أن قرار شقيقها لأول مرة يكون أحمقا ولكن مع والدتها فلابد أن يتلاعب بمثل أمورها
ولكن لا إجابة .. القت الهاتف على فراشها تنظر نحوه
ميادة عايزاكي اليومين دول تتكلمي كتير عن مها قدام أخوك.. حبي بنت خالتك شوية
أجفلها صوت والدتها التي أقتحمت عليها غرفتها وكأن لم يعد شيء ينال فكر والدتها إلا مها
ماما أرجوكي كفاية بقى.. بلاش تكرهيني في مها
ماما أنت مش عندك أنتخابات قريب.. ركزي شوية فيها وأنسى موضوع مها ورسلان
أرادت أن ټصفعها بالحقيقة ولكن وعدها لشقيقها منعها.. والدتهم بالفعل تستحق تلاعبهم بها.. فعلي ما يبدو أن وضع والدها الجديد ومكانته ساعد في تحويل والدتها لتلك الصورة التي لم تكن عليها يوما..
رسلان هو المهم ولا خالتو ناهد عندك الأهم
كفاية يا ماما
رمقتها كاميليا مستاءه من حديثها قبل أن تدق الأرض بكعب حذائها مغادرة نحو وجهتها للحزب الذي أنضمت إليه مؤخرا
...........
ينظر للتقارير التي أمامه بكامل تركيزه.. فجراحة اليوم ليست بالهينة.. دقق النظر في كل تقرير ولكن مع دلوف تلك التي اقټحمت مكتبه بالمشفى جعلته ينهض من علي مقعده مصډوما
اقتربت منه بملامح شاحبة فارتكزت عيناه عليها لهفة
ملك مالك فيكي أيه.. أنت كويسة
أنت كداب.. كداب
الكلمة أخترقت أذنيه
بتضحك عليا وعليها.. بتلعب بينا.. لا طلعت شاطر يا دكتور
وعبارة أخرى كانت تخترق جميع حواسه
أنا بكرهك يا رسلان.. بكرهك.. أنت ازاي كنت بارع في تمثيلك.. أزاي صدقت حبك.. أزاي صدقت أن رسلان الشاب الوسيم والدكتور اللي كل العيلة فخوره بيه وكان دايما يتريق عليا ويسمعني كلام وحش فجأة بقى يحبني.. أزاي صدقت
أعماها ڠضبها ومع تلك النبرة الباردة التي حدثها بها.. لم تشعر إلا وهي تتدفعه بكل قوتها
بكرهك يا رسلان.. بكرهك
وأنا للأسف بحبك حتى وأنت بتحاولي تخسري كل فرصك معايا يا ملك
ابتعدت عنه تطالع ملامحه الجامده مما زاد حنقها
أنت بتعمل فيا كده ليه.. قولي ليه.. أنا فعلا محدش بيحبني ولا عمر حد فيكم حس بيا.. ديما على الهامش
رفع ذراعيه يقاوم رغبته الملحة في ضمھا ولكنه منذ تلك القبلة اقسم لنفسه أنه لن يدنس عفتها ويسرق منها ما ليس ملك له إلى الآن.. هو ليس بقديس ولكنه عاشق عشق طهر قلبها قبل أن يغرق في باقي تفاصيلها وعيوبها
تعلقت عيناها به تنتظر منه إجابة لعلها تعرف لها مرسي
دكتور رسلان نجهز المړيض
أنتبه على صوت الممرضة التي وقفت تطالعهم
ايوة يا فاطمة
انصرفت بعدما تلقت اوامره.. فالټفت بجسدها راحله
ملك
وقفت في مكانها دون أن تلتف نحوه وتطالعه
الحاجة الوحيدة اللي عايزك تعرفيها أني مازلت على وعدي معاك.. وقريب هتفهمي كل حاجة وياريت تكوني أد اللي جاي ومتخذلنيش لأن ساعتها هتهدمي كل حاجة بينا
غادر بعدها تحت نظراتها الضائعة.. فلم تعد تفهم شيء
............
سهرة رائعة كما يراها البعض ولكن هو لم يشعر إلا بالضجر.. امرأة جميلة ترافقه في ذلك المطعم تنتظر منه إشارة واحده حتى تكون له.. تحولت السهرة للملل بعد تلك الرقصة التي لم تعطيه أي شعور بالانتشاء.. المرأة كانت رائعة في إظهار جميع أسلحتها أمامه وهو كان يريد أن يشعر بشيء نحوها ولكن خاب أملها كما ضجر هو
صعدت جواره السيارة تنظر حولها.. وبعدما أطمئنت أن مرآب السيارات خالي إلا من السيارات المصطفة حولهم
أثبتت له إنها ستكون بارعة في الفراش ولكنه لم يكن في مزاج أن يقيم تلك البراعة.. صدها عنه بنفور يمسح شفتيه متقززا
أظن أن عربيتك هنا
عبارته كانت واضحة لتفهم إنه يخبرها أن سهرتهم قد أنتهت
ترجلت من السيارة تنظر نحوه فاجفلها صوت صرير عجلات السيارة
نظر للوقت وهو يدلف نحو الردهة الواسعة..الساعة مازالت الحادية عشر
سليم بيه
التف نحوها ببطء يطالعها مستغربا وجودها
أنت لسا موجوده.. ممشتيش ليه
تراجعت للخلف وقد صعقها أسلوبه الفظ
قولت أستناك يا بيه عشان أحضرلك العشاء
ومن أمتي ده كان ميعاد أكلي يا فتون
ازدرات لاعبها فماذا ستخبره أنها تكره عودتها لمنزلها
يعني مش عايز مني حاجة قبل ما أمشي يا بيه
استنى يا فتون.. هكلم حسن يجي ياخدك
أعاد اتصاله للمرة الثانية بحسن الذي لم يعر اتصاله اي إهتمام
تنهد حانقا من أفعاله فلولا والده رحمه الله الرجل الطيب ما كان بقي عليه
أنا هعرف أروح لواحدي يا بيه
تروحي أيه لواحدك دلوقتي..
سار من أمامها يحسم قراره هل يعاود الاتصال بسائقه أم يطلب لها سيارة أجرة.
احتلت الدهشة ملامحها وهي تقف أمام سيارته يخبرها أن تصعد
يا بيه أنا هاخد أي مواصلة
قولت أركبي يا فتون.. وحسن أنا ليا معاه كلام المفروض يجي ياخدك هو مش كفاية بتساعديه عشان تحسنوا من دخلكم
ابتلعت حديثه الذي كان كالعلقم فعن أي رجل هو يتحدث
صعدت السيارة جواره تنظر حولها.. أرتجف جسدها عندما بدأت السيارة بالتحرك ولكن سرعان ما استرخت تعطي لنفسها حقا في تلك الرفاهية التي لن تتحقق مجددا.. هي جواره يقود بها السيارة
كان يعرف طريقه.. فتركها في استمتاعها بمطالعة أضواء المدينة من خلف زجاج السيارة
استمع لصوت أنفاسها وتلك التنهيدة الحارة التي أخرجتها من بين شفتيها
فتون..
وقبل أن يسألها أيكمل سيره للأمام أم لها قرار أخر
انتفضت من غفوتها الصغيرة الحالمة.. فيبدو أن عدوة الترف قد أصابتها لتتفاجأ بأنها أصبحت على مقربة من الشارع الذي تقطن به
التقطت حقيبتها التي وضعت أسفل قدميها تنظر إليه بتوتر
نزلني هنا يا..
لم تكد تكمل عبارتها فسقط هاتفها جانبها.. ربكتها كانت واضحة له.. حشرت يدها لتلتقط هاتفها صغير الحجم ولكن لم تستطيع جلبه
فتون خليني أنا أجبهولك
أنا اه خلاص جيبته يا بيه
ولكنه كان يسقط منها مجددا.. زفر أنفاسه متنهدا
فتون أسمحيلي أنا أجيبه
مد يده حتى يلتقطه.. ولكنها أخيرا تمكنت في إلتقاطه
شهقت پألم بعدما أرتطم رأسها بذقنه.. فدلكت رأسها ترفع عيناها نحوه وقد أستمعت لأنينه الخاڤت ..
طالعها وهو يدلك ذقنه بنظرة لا تفهمها.. اقترب منها بشعور يسلب عقله حتى لم يعد يفصلهما شيء إلا أنفاسهم .. فاخذت تطالعه پخوف تهتف اسمه
سليم بيه!
الفصل الثامن عشر
_ بقلم سهام صادق
يقاوم هو تخبطه ذلك الصراع الذي أصبح يحتل كيانه الصوت الذي يحثه على نيل ما يرضيه كرجلا وتلك الخطيئة التي ستدنسه فيصبح صفوان أخر وتكون الصورة قد أكتملت.
طالع إرتجاف شفتيها وتلك النظرة التي تطالعه بها ورغم الخۏف الذي يحتلهما إلا إن إحتياج صاحبتهما كان يراه بهما
الصغيره لا