الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية حى المغربلين بقلم شيماء سعيد

انت في الصفحة 32 من 39 صفحات

موقع أيام نيوز

 

و ترتاح فهي تتمنى أن تمسح بذلك المغرور تراب الأرض ثم ثواني أخذت نفسها قائلة بهدوء 

_ أنا بقيت كويسة و شكرا ليك يا سامي..

_ احنا دايما في خدمة القمر..

جاءت لتوبخه على كلماته... أتت إليهم العاصفة انتفضت من مكانها على أثر صوته الحاد 

_ و الله و عايز تقول ايه كمان يا أستاذ سامي اتفضل غور على شغلك قبل ما تاخد نهاية الخدمة...

تمنت أن لا يتركها الآخر معه بمفردها إلا أن خاب أملها مع رحيله السريع عادت بمقعدها للخلف تحاول الهروب منه إلا أنه جذب المقعد و حصرها بداخله ابتلعت لعابها من نظراته الغير مفهومة...

أما هو يغلي من الداخل دون أن يعرف السبب فقط عقله يرفض ضحكتها مع غيره هي ملكه و حقه بمفرده بدأت أنفاسه الساخنة تسلم على بشرتها بمحبة قبل أن يقول بابتسامة مستفزة 

_ هنا مكان شغل يا مدام احترمي نفسك بدل ما أبوسك أدامهم كلهم...

اتسعت عينيها من وقاحته صاړخة پغضب 

_ آنسة يا حيوان...

قرص أنفها.. يتلذذ بمجرد الحديث معها حتى لو حديث مستفز مثل هذا أخذ نفس عميق و هو مغلق عينيه يدلف مع أنفاسها رائحة الياسمين خاصتها هامسا 

_ اثبتي لو تقدري القلم الصبح له حساب هاخده قريب قومي معايا مفيش شغل في المكتب ده تاني تعالي اتدربي في مكتبي...

_______شيماء سعيد______

عاد فاروق لمنزله بإرهاق يبحث عن قطعة الشوكولاتة خاصته يتسلى قليلا و ينسى ما حدث بيومه كاد أن يصعد إليها إلا أنه وقف على أعتاب مكتبه مع سماع صوت أحدهم بالداخل.

فتح الباب و دلف ليرى أزهار تجلس على مقعده و بيدها أحد الكتب تعجب هل هي لها في قراءة التاريخ! ما تعجب إليه أكثر انتفاض جسدها على أثر دخوله و كأنها تفعل کاړثة..

تسرب إليه بعض الشك إلا أنه رسم على وجهه ابتسامة قائلا 

_ ايه الجبروت ده ليك عين بعد ليلة امبارح تقعدي تقرى... اوعي تكوني مثقفة يا شوكولاته!

سندت ظهرها على المقعد بغرور مثلما يفعل ثم وضعت ساق على الآخر واضعة إحدى السچائر الفاخرة لديه مردفة بنفس نبرة صوته الخشنة 

_ أنا فاروق المسيري مفيش ست تقدر عليا...

أزالت السېجارة مكملة حديثها بنبرتها التي تحمل بها الكثير من السخرية 

_ أهو أنا بقى الست اللي علمت عليك يا أبن المسيري...

أغلق باب المكتب و اتجه إليها بخطوات بطيئة لذيذة تلك الفتاة و متعة التحدي و الانتصار معها لها معنى خاص مع رؤيتها يتسرب إليه مشاعر مختلفة أهمها الأشواق عيناه دائما على أقل تفصيلة تصدر منها..

أقترب من عنقها يدفن رأسه به هامسا 

_ مبسوطة و أنتي معلمة عليا بس خدي بالك الشاطر اللي يكسب في الآخر يا شوكولاته إنتي مختلفة في كل حاجة حتى في قربك و نهايتك لازم تكون مختلفة اوعي تخسري مكانتك في قلبي يا أزهار...

ابتعدت عنه قليلا متوترة من نبرته لا تعلم ماذا يقصد أو إلى أين يريد الوصول بها! ألقت ما بيدها على الأرض قائلة بنبرة بها رقة الأنثى و هذا جديد عليها 

_ إحنا مش في حرب يا فاروق عشان يبقى فيه خسران أقولك على حاجة أنا بدأت أتقبل وجودي في حياتك مش بس كدة أنا قربك بقى بيحسسني بالأمان و دي حاجة غريبة عليا خصوصا بعد مۏت أبويا...

ابتسم لها بعيون معسولة مردفا بحنين 

_ أديني قلبك من غير خوف..

_ قلبي بقى في ايدك بس خاف عليه...

______شيماء سعيد______

استغفروا الله لعلها ساعة استجابة 

الفصل السابع عشر 

بداية_الرياح_نسمة 

حي_المغربلين 

الفراشة_شيماء_سعيد

خرجت من مكتب فارس و هي لا ترى أمامها من

 

شدة انفعالها ذهبت إلى مكتبها و عقلها يسب و يلعن بتلك العائلة بالكامل جلست على مقعدها مغلقة عينيها ترتاح قليلا إلى متى ستظل كبش فدا بينهم!

أحبت عثمان نعم لا تنكر إلا أن ذلك كان من سنوات بالماضي كانت مجرد مراهقة لا تعلم بالحياة شي و هو كان بطلها الصعيدي علمت أنه يحب غيرها ابتعدت عنه حتى وقعت بين براثن فوزي الخولي ما ذنبها باختفائه!

عضت على شفتيها بۏجع نفسي يصاحبه ثمرة أفعال فوزي بها يكفي عنقها الذي وصل إلى مرحلة التشويه أردفت بحسرة على حالها 

_ ربنا ياخدكم كلكم عشان أرتاح بقى من اللعڼة دي فوزي و عيال اخواته شياطين الإنس فعلا يا رب اقف جانبي أنت عالم بحالي...

رفعت رأسها مع فتح الباب فجأة دون إذن تفاجأت من مظهر كارم الغير مبشر بالخير عيناه حمراء و وجهه غارق بالعرق.. مڼهار.. قدمه تتحرك بصعوبة بالغة اندفعت إليه مع تخلي ساقه عنه ليسقط على الأرض يود الصړيخ...

سقط عليها ليبقى رأسه على صدرها يضمها مثل الطفل الصغير الذي بحث كثيرا و وجود الأمان بين أحضان والدته حركت يدها على وجهه بلهفة قائلة 

_ كارم مالك كنت مختفي فين من الصبح و ليه عامل في نفسك كدة!

هل ما وصل إلى مسامعها صحيح! هل بالفعل هو يبكي و هذا صوت شهقاته.... كارم بقوة شخصيته مڼهارا باكيا ضائعا! أصابها الهلع من حالته تلك لتسأله بتقطع 

_ رد عليا في ايه أطلبلك دكتور طيب بلاش كدة أنا مش قادرة أشوفك كدة اتعودت عليك قوي..

آاااه خرجت منه تنهيده حارة اليوم فقط خسر كل شيء رجولته و كبريائه... شرفه سقط على الأرض أمام عينيه و لم يستطع الدفاع عنه كارم الريس زوجته وضعت رأسه بالتراب..

ابتعد عنها قليلا إلا أنه مازال يأخذ قوته المسلوبة منها قائلا بضعف 

_ كان ممكن أتحمل أي حاجة إلا دي يا هاجر لو كانت طلبت نجوم السما كنت جبتها ليها لو ھموت أنا من الجوع بس مكنش في داعي للغدر كانت طلبت الطلاق كنت طلقتها و راحت مكان ما هي عايزة ليه الخېانة!!!! ضهري و ضهر ابني انكسر و مش هنقدر نرفع وشنا للناس تاني يا هاجر أنا الراجل اللي مركب إريل و مراته ماشية على حل شعرها... هربت مني في آخر لحظة بعد ما كنت ناوي أقتلها و أغسل عاري بأيدي...

شعوره وصل إليها لأنها تعلم كيف تكون الخېانة و ألمها ماذا يفعل بالروح ارتجف جسدها باكية مع كل كلمة تخرج منه لماذا دائما نتقابل بالأشخاص الصحيحة بالوقت الخطأ!

تحاملت على نفسها تسنده ليجلس معها على الأريكة يتحرك معها مثل قطعة القماش بلا أدنى روح أغلق عينيه و سند ظهره على الأريكة قائلا 

_ ڼار الڠضب حاجة و ڼار العاړ حاجة تانية خالص بتقتل صاحبها كان نفسي أقتلها عشان أرفع راسي بعد كدة و أقدر أنام مرتاح بس الست جليلة أخدتها مني في آخر لحظة طول ما هي عايشة أنا مش قادر آخد نفسي لازم واحد فينا يخرج من الدنيا عشان التاني يعيش...

وضعت يدها على ذراعيه تبث بداخله القليل من القوة لن تستطيع خسارته هو الآخر بعدما أصبحت تشعر معه بالأمان أزالت دموعها سريعا و هي تقول إليه بقوة 

_ أنت قوي و هتكمل..

ڠضب من إصرارها على قوته التي أصبحت مثل التراب قائلا بصړيخ

 

31  32  33 

انت في الصفحة 32 من 39 صفحات