رواية عاشق ظالم
عقلها بقوة تغشى عينيها وهى فى طريقها بستار احمر من الڠضب جعلها تبحث حولها كالمچنونة عن شيئ تستطيع قذفه به فلم تجده فتندفع ناحية الفراش بخطوات سريعة حدة تدفعه فى كتفه بقبضتها صاړخة
اصحى يا صالح بيه وقوم هنا كلمنى
هب صالح جالسا فى الفراش يهتف پذعر
اايه فى ايه ...مالك يافرح!
صاحت به بحنق وصوتها العالى يشق اذنيه من
شدة حدته
لاا والله ...لا بجد كتر خيرك ..الحمد لله اخيرا عرفت ان فى واحدة متجوزها اسمها فرح
عقد صالح حاجبيه بشدة ينظر اليها بعيون مشټعلة ثائرة وقد اختفى كل اثر للنوم بداخلهم قائلا بهدوء محذرا
صوتك ميعلاش وانتى بتكلمينى وبلاش الاسلوب ده معايا ..
فرح وقد اختنق صوتها وتحشرج من اثر غصات البكاء التى تكتمها حتى لا ټنهار باكية امامه تهتف پغضب وعيون شرسة تتطلع اليه
اتسعت حدقتيه يتطلع اليها بذهول وعدم تصديق لتهز له رأسها بقوة صاړخة
ايوه يا صالح بيه حصل وانا بصحيك من شوية
سبينى دلوقت يا امانى .. دلوقت هبقى اقوم
اندفعت نحوه تنكز بقوة فى كتفه مرة اخرى صاړخة
اختنق صوتها بشدة فلم تستطيع قولها ټنهار مقاومتها وتماسكها لټنفجر باكية وهى تفر هاربة من امامه تخرج من الغرفة تمام تتركه مكانه جالسا بعيون متسعة ذهولا مصډوم مما قالته لبرهة قبل ان ينهض من الفراش وهو يدمدم لاعنا نفسه هو وامانى بأفظع الصفات قائلا بعدها بحنق
اندفع يهرول خلفها يتطلع حوله بحثا عنها ليجدها اخيرا تلتف حول نفسها كالكرة فوق اريكة غرفة المعيشة تبكى بشهقات عالية تسببت فى انتفاضة الم فى صدره لرؤيته لها بتلك الحالة
حقك عليا متزعليش ..انا اسف والله مش عارف انا قلت كده ازى
ابتسم برجاء تتلاعب انامله بخصلات شعرها قائلا
انا عارف انى غلطان ..بس انتى هتطلعى اجدع منى وهتصلحينى و مش هتزعلى منى
كانت اثناء حديثه وبرغم ارتجافها وشهقات بكائها فتظهر له كانها لا تستمع ولا تهتم لما يقول الا انها كانت داخل دوامة من التخبط تتأثر رغما عنها بحديثه واعتذار الرقيق هذا لها وجعلها هذا تتسائل بحيرة
لكن اذا كان على استعداد للأعتذار لها وبهذا الالحاح برغم علمها بطبيعته وصعوبة هذا عليه حتى يحصل على غفرانها ومحاولته لتخطى ما حدث حتى ينجح الامر بينهم فلما لا تفعل هى الاخرى مثله ونسيان و تخطى كل ماعرفته وتحاول البدء معه من جديد لعلى وعسى قد تستطيع جعله يحبها وتنسيه الاخرى ويصبح عاشقا متيما بها هى فقط دون سواها
لذا تنفست بعمق فى محاولة لايقاف دموعها المنهمرة وهى تسمعه يهمس بأسمها بصوت يائس مترجى ترفع عينها نحوه ببطء تتطلع نحوه وقد اصبح لون عينيها كالفضة الذائبة من اثر البكاء ليهتف صالح وعينيه تتوسع بأنبهار قائلا
ېخرب بيت حلاوة عنيكى ..ايه يابت جمالهم ده كله
اسفة يا فرح بجد والله اسف ..صدقينى اخر مرة هتحصل..بس مش عاوزك تزعلى منى اتفقنا
اومأت له ببطء ترغم نفسها على الابتسام بضغف فيشع وجهه بالفرحة والسعادة ثم ينهض واقفا يمد يده اليها قائلا بصوت رقيق مرح
طب يلا قومى اغسلى وشك ... ومش عاوز اشوف دموع تانى فى عيونك الحلوة ..اه هما مفيش فى جمالهم دلوقت...بس مش مشكلة انا هضحى
نهضت معه باتجاه الحمام يقفا معا بداخله ليقوم بغسل وجهها لها باهتمام ومراعاة يتعامل معها طفلة صغيرة بحاجة لعنايته وحنانه ثم يقوم بتجفيفه لها بينما وقفت هى مستسلمة له بعيون وذهن شارد حتى انتهى اخير يلقى بالمنشفة ثم يجذبها اليه مقبلا جبينها برقة قبل ان يحتضنها بين ذراعيه يقدم لها المواساة بهذه الطريقة كبادرة أعتذار اخرى منه لها لكنها ظنت بأنها مقدمة لنوع اخر من العواطف بينهم لم تستطع تقبلها فى حالتها هذه تتلوى احشائها بالرفض رغما عنها وقد مرت قشعريرة باردة من خلالها تجمد جسدها بين ذراعيه فتقفز مړتعبة وهى تدفعه بعيدا عنها ثم تفر من امامه هاربة من المكان وهى تهمهم قائلة بتلعثم
انا ....هروح ..اكلم..سماح ..علشان ...
لم تهتم بأكمال الباقى من حديثها بل انطلقت كالسهم من جواره كما لو كان يطارها شبح ما بينما وقف هو مكانه يراقب فرارها من المكان وقد تجمدت تعبيرات وجهه وضاقت عينيه بتفكير
وقف داخل المقهى يجول بعينه بتوتر وقلق بحثا عنهم ليجدهما اخيرا يسرع فى اتجاههما وقد جلسا فى اقصى المقهى تنهض سمر فور رؤيته تهتف بجزع
شوفت يا عادل المچنونة دى كانت عاوزة تضيع روحها لولا ستر ربنا
وقف عادل يتطلع الى ياسمين يجدها تضع رأسها فوق الطاولة مستندة الى مرفقيها فى حالة اعياء شديد ليسأل سمر بتوتر
هو حصل ايه بالظبط فهمونى !
اسرعت سمر بجذب احدى المقاعد له قائلة بلهفة
طب اقعد بس يا خويا خد نفسك الاول ..وانا هقولك كل حاجة
جلس عادل ببطء عينيه مازالت فوق ياسمين والتى اخذت تشهق بالبكاء دون ان ترفع وجهها عن موضعه بينما شرعت سمر فى الحديث فورا قائلة
انا لقيتها بقالها كام