رواية عاشق ظالم
فتوقفت حركاتها تلتفت اليه سريعا ليكمل وقد وقف بكامل ملابسه امامها يمسك بعلاقة مفاتيحه قائلا
انا نازل .. و عندك الفطار جاهز فى المطبخ ..
ثم تحرك متوجها ناحية الباب يكمل بصوته البارد غير المبالى
وبعد كده ابقى نامى فى اوضة...الاطفال
تحشرج صوته وتابطأ فى كلمته الاخيرة لكنها لم تنبه وهى تسرع ناهضة تجرى خلفه تسأله بلهفة وارتباك
الټفت لها بوجه خالى من التعبير
نازل الشغل ..فى طلبية هتوصل المخازن ولازم اكون موجود هناك حالا
انتهت قدرتها على التحمل والتظاهر بالقوة واللامبالاة تسأله بصوت مرتجف حزين
صالح احنا اتجوزنا امبارح بس..مفكرتش شكلى هيبقى ايه لما الناس تشوفك نازل كده الصبح بدرى يوم الصباحية!
زفر بحدة هاتفا بنزق وخشونة
بعدين مش المفروض اقعد جنبك فى البيت علشان كلام الناس وانا ورايا شغل
اومأت له بوجه شاحب حاكى وجوه المۏتى تضم جسدها بذراعيها تتراجع للخلف خطوة هامسة
عندك حق شغلك برضه اهم ..مع السلامة
تركته فورا تهرع من امامه بعد ان تتعالى شهقات بكائها بصوت كان غمد سکين بصدره تلحقها قدميه فورا ودون لحظة تردد منه بخطوات سريعة متجاهلا نداء عقله له الا يفعل فقربه منها كالخطړ جسيم يلغى كل ما اتخذه من قرارات ليلة امس تمسكها يده من خصرها يلفها له بقوة ثم يجذبها الى صدره لټدفن وجهها به تبكى بشدة واڼهيار يرتج جسدها من عڼف شهقاتها فتوتر جسده بشدة يلعن نفسه من بين انفاسه يهمس لها بعدها بكلمات مهدئة معتذرة وانامله تربت فوق خصلات شعرها بحنان حتى هدئت شهقاتها اخيرا ليسألها بخفوت وبصوت اجش وهو يزيد من ضمھا اليه
هزت رأسها بالايجاب ووجهها مازال مدفون فى صدره واناملها تتشبث بقميصه من الخلف ليحدثها بصوت رقيق هادىء شعرت معه كأنها طفلة مشاغبة يحاول تهدئتها
طيب تعالى اغسلى وشك ..وافطرى
تجمد جسدها مبتعدة عنه بأنف محمر وعيون منتفخة يتلطخ وجهها بأثار دموعها تهتف به پغضب وتذمر
مش هغسل حاجة ..ومش هفطر ..وبطل تعاملنى على انى عيلة صغيرة ادامك
ماهو لو كنت شايفك غير كده كانت امور كتير اتحلت ما بينا ..اولهم جوازتنا دى
اتسعت عينيها مټألمة تتطلع اليه مشدوهة هامسة
عندك حق ..ماهو مفيش واحدة كبيرة وعاقلة ترضى بجوازة عارفة من اولها انها كانت غلط ..حتى ابسط حقوقها فيها محصتلش..
ضغطت شفتيها معا تمنع ارتعاشتهم تكمل
اتسعت عينيه ذهولا من اساءتها لفهم كلماته واشارتها مرة اخرى وتوبيخها الخفى له عن اهماله تغير غرفة نومهم قبل زواجه بها كأنه تعمد فعل هذا يهم لشرح حقيقة الامر لها لكن اتى صوت جرس الباب قاطعا اى حديث بينهم ليزفر صالح بنفاذ صبر وحدة يلتفت ناحية الباب قائلا
ثم الټفت اليها عينيه تدور فوق ملامحها الحزينة للحظات قبل ان يتحدث اليها بهدوء
ادخلى اغسلى وشك وغيرى هدومك عما اشوف مين..بلاش حد يشوفك كده
التمعت عيونها بالتحدى ترميه بنفس كلماته منذ قليل
اللى يشوف يشوف محدش ليه حاجة عندى..
جز صالح فوق اسنانه ينحنى عليها قائلا من بينهم ببطء وتحذير جعلها تتراجع للخلف عنه تتسع عينيها بخشية وخوف
لو مش عوزانى اعاملك زى العيلة الصغيرة زى ما بتقولى ..يبقى تنجرى تسمعى الكلام وتدخلى الاوضة ومتخرجيش منها الا لما اندهلك ..فاهمة
اسرعت بهز رأسها بالايجاب تفر من امامه تختفى داخل غرفة النوم فى لمح البصر ليقف هو يتابعها يهز رأسه بأبتسامة صغيرة مرحة حتى اختفت عن انظاره ثم ذهب فى اتجاه الباب لفتحه تتسع عينيه بذهول لمرأى اخيه وزوجته يقفان امامه قبل ان تدوى من سمر زغرودة طويلة قائلة بفرحة لم تصل لعينيها
مبروووك ياصالح مبروك ياخويا..
افسح لهم صالح الطريق للدخول بوجه متجهم مرحبا بهم بجمود لتسرع سمر قائلة بعد دخولهم وعينيها تدور بحثا فى المكان
اومال العروسة فين علشان نبارك لها..
اجابها صالح وهو يوجهم لغرفة الاستقبال قائلا
اتفضلوا ..ثوانى وجاية حالا .. ازيك ياحسن وحشنى يا راجل
قالها صالح بتهكم موجها الحديث شقيقه الصامت منذ لحظة دخوله ليجيبه حسن بضيق قائلا
الحمد لله بخير ...مبروك يا صالح
اسرعت سمر تعتدل فى جلستها قائلا بحزم
انا عارفة
جرى ايه ياخويا انت مش هتنده العروسة نسلم عليها ولا ايه
نهض صالح من مقعده قائلا
هقوم اندها تسلموا عليها علشان عاوز انزل ورايا شغل
شهقت سمر مستنكرة بحدة قائلة
شغل ! شغل ايه اللى عاوز تنزله يوم صباحيتك ده..انت عاوز الناس تتكلم ولا ايه
جدع انك قلتله انك تعبان ومش هتنزل الشغل الفترة الجاية ..
حسن ونظراته تتبع شقيقه بحزن وتذمر
تعبان فين بقى ..وانا طابب عليه زى القضا المستعجل الصبح كده ..يعنى خلاص لازم نطلع ليهم فى وقت زى ده
سمر وهى تنكزه بحدة
اسكت انت مش فاهم حاجة..مانا كان لازم اطلع واشوف بعنيا عروسة الهنا عملت ايه بعد مكالمة امانى امبارح لاخوك
حسن بنزق وهو يعتدل جالسا
وده هتعرفيه ازى بقى..
ابتسمت سمر بخبث هامسة
لاا مانا هعرف يعنى هعرف ..ويارب تكون امانى عرفت تطينها صح على دماغهم ليلة امبارح
انت مش بترد على تلفوناتى ليه ياعادل من امبارح
زفر عادل بقوة يرجع للخلف الى ظهر مقعده قائلا
علشان لو كنت رديت عليكى كنت هقولك كلام مش هيعجبك منى ياياسمين
جلست ياسمين فى فراشها تصرخ به بعصبية عاقدة حاجبيها بعبوس
ليه ..علشان ايه كل ده ..علشان قلتلك مش عاوزة اسكن فى شقة فى الحارة
صړخ عادل بها هو الاخر عينيه تطلق شرار الڠضب
لاا مش علشان كده يا ياسمين ..وانت عارفة كويس انتى عملتى ايه
تنهدت ياسمين تقلب عينيها بملل قائلة
طب خلاص يا سيدى متزعلش ..بس انت عارف انا مبحبش حد يقولى لا على حاجة عوزاها
عقد عادل حاحبيه يسألها ببطء وهدوء ما قبل العاصفة
يعنى ايه بقى كلامك ده مش فاهم!
ياسمين وهى تتطلع الى اظافرها تهز كتفها بلا مبالاة قائلة
يعنى انا متعودتش حد يرفض ليا طلب ..واظن انا من حقى احدد هعيش فين ومع مين يا عادل
عادل بصوت بارد
طيب ولو قلت لا يا ياسمين مش هعمل اللى طلبتيه ..ولا هسيب بيت اهلى ابدا
احتقن وجهها من رده البارد عليها لكنها اجابته بغرور وثقة من يملك الورقة الرابحة
يبقى ساعتها اقولك كل شيئ قسمة ونصيب ..وتعال علشان تقعد مع باباه وتنهى كل حاجة معاه
ساد الصمت من طرفه فترة