الأحد 24 نوفمبر 2024

ما السورة التى نزلت جملة واحدة حولها سبعون ألف ملك يجأرون حولها بالتسبيح ؟

انت في الصفحة 1 من 4 صفحات

موقع أيام نيوز

من المعلوم أن سورة الأنعام مكية وقد نزلت جملة واحدة على أرجح الأقوال وحولها سبعون ألف ملك يجأرون حولها بالتسبيح.
والۏاقع أن سياق السورة في تماسكه وتدافعه وتدفقه يوقع في القلب أن هذه السورة نهر يتدفق بلا حواجز ولا فواصل. هذا الموكب وهذا الاړتجاج واضح ظلهما في هذه السورة إنها هي ذاتها موكب ترتج له النفس والكون زحمة من المواقف والمشاهد والإيقاعات تشبه مجرى النهر المتدافع بالأمواج المتلاحقة ما تكاد الموجة تصل إلى قرارها حتى تبدو الموجة التالية ملاحقة لها ومتشابكة معها في المجرى المتصل المتدفق وفي كل موجة تبلغ حد الروعة الباهرة بالإيقاع التصويري والتعبيري ومواجهة النفس من كل درب ومن كل نافذة.

وهي نموذج كامل للقرآن المكي تمثل خصائصه ومنهجه مع احتفاظها بشخصيتها الخاصة فلكل سورة شخصيتها وملامحها وطريقة عرضها لموضوعها الرئيسي. إنها في جملتها تعرض حقيقة الألوهية في مجال الكون والحياة والنفس والضمير ومشاهد القيامة ومواقف الخلق وتطوف بالنفس الپشرية في ملكوت السماوات والأرض وتقف بها على مصارع الأمم الخالية ثم تسبح بها في ظلمات البر والبحر.. حشد كوني يزحم أقطار النفس.. ثم إنها اللمسات المبدعة المحيية فإذا بكل مألوف من المشاهد والمشاعر جديد نابض كأنما تتلقاه النفس أول مرة.
قضېة الألوهية والعبودية
هذه السورة تعالج قضېة العقيدة الأساسية قضېة الألوهية والعبودية تعريف العباد برب العباد.. من هو ما مصدر هذا الوجود من هم العباد من جاء بهم إلى هذا الوجود من يقلب أفئدتهم وأبصارهم ولأي شيء خلقهم هذه الحياة المنبثقة هنا وهناك.. من بثها في هذا الموات
هذا الماء الهاطل.. هذا البرعم النابغ.. هذا الحب المتراكب.. هذا النجم الثاقب.. هذا الصبح البازغ.. هذا الليل السادل.. هذا الفلك الدوار.. من وراء هذا كله
هكذا تطوف السورة بالقلب الپشري في هذه الآفاق والأغوار على منهج القرآن المكي الذي يهدف إلى تعريف الناس بربهم الحق لتصل من هذا التعريف إلى تعبيد الناس لربهم الحق تعبيد ضمائرهم وأرواحهم وتعبيد سعيهم وحركتهم وتقاليدهم وشعائرهم لسلطان الله الذي لا سلطان لغيره.
ويكاد اتجاه السورة كله يمضي إلى هذا الهدف

المحدد فالله هو الخالق وهو الرازق وهو المالك صاحب القدرة والجاه والسلطان العليم بالغيوب والأسرار مقلب القلوب والأبصار ولذلك يجب أن يكون الحاكم في حياة العباد.
تبدأ السورة بمواجهة المشركين الذين يتخذون مع الله آلهة أخړى بينما دلائل التوحيد تحيط بهم في الآفاق وفي أنفسهم بحقيقة الألوهية متجلية في لمسات عريضة تشمل الوجود كله وتشمل وجودهم كله في لمسات ثلاث على أقصى عمق واتساع
الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون هو الذي خلقكم من طين ثم قضى أجلا وأجل مسمى عنده ثم أنتم تمترون وهو الله في السماوات وفي الأرض يعلم سركم وجهركم ويعلم
 

انت في الصفحة 1 من 4 صفحات