السبت 30 نوفمبر 2024

روايه حسنا شيقة جدا

انت في الصفحة 40 من 70 صفحات

موقع أيام نيوز

شئ سيكون علي ما يرام....فقط عافري .
ظلت تسير تلك المسكينه إلي أن قطعت نصف الطريق تقريبا....وعند هذا الحد نفذت طاقتها وظهر عليها الإعياء....ولكن قاومت وعاندت نفسها....وواصلت السير إلي أن أصبحت تقف أمام ذلك المبني الذي كانت تتردد عليه كثيرا....نعم نعم هو بذاته ذلك الدار الذي يعيش فيه كل من هو وحيد في هذه الدنيا....إنه دار الأيتام الذي اعتادت عليه....وبالطبع الجميع يعرف لما

________________________________________
أتت هنا تحديدا....ولمن لا يعرف أو بالأحري قد اختلط عليه الامر ونسي الاحداث....فهي اتت هنا لانه سبق وأن عرضت عليها المسئولة الإداريه العمل ولكنها ماطلتها خيفة أن تحتاجه يوما وألا تجدها....وبالتطلع كانت موفقه في هذا القرار....وأضف إلي ذلك أنها تحب الأطفال وهم أيضا شديدي التعلق بها....فبالطبع هذا سيكون المكان المناسب....فهو مكان بعيد عن الانظار ولن يخطر ببال احدهم أنها به.....ولكن لكم أن تتخيلوا كم كانت تعاني في هذه الرحله....فالطريق مبتل ومن الصعب السير عليه....وملابسها مبتله....والجو شديد البروده....أتمني ألا تصاب بالحمي....ولكن كيف!....فهي محاطه بكل مسبباتها....كما أنها فتاه ضعيفة المناعه ومن السهل عليها إلتقاط العدوي .
وبمجرد أن لمحها حارس البنايه فتح لها الباب سريعا وقال بشفقه ايه ي بنتي اللي بهدلك كده....تعالي ادخلي بسرعه .لم ترد عليه....فهي لم تكن في حاله تسمح لها أن تبرر وتخلق الاعذار....ولكن كل ما فعلته أنها رافقته إلي أن أدخلها مكتب تلك المديره....وبمجرد أن رأتها في هذه الحاله الرثه....انتفضت من مقعدها وقالت إيه اللي بهدلك كده ي حسناء....ثم اشارت إلي أحد المقاعد وقالت إتفضلي ي حبيبتي استريحي....واحكيلي ايه اللي حصل....وبالطبع استجابت الاخري وجلست حيث أشارت لها....فقد قطعت أنفاسها وآلمتها قدماها....وهي الآن بحاجه للراحه....وبعد بضع دقائق تحدثت عايده بقلق قوليلي ي حبيبتي اي اللي حصلك وبهدلك كده....وهنا ينهار كل شئ وتبدأ بنوبة بكاء هستيريه مع إرتجاف جسدها بشكل مخيف جعل الأخري تهرع إليها وټحتضنها وتحاول تهديئتها....ولكن ذلك لم يزد الأمر إلا سوءا....فقد وصل الألم النفسي الذي تشعر به إلي منتهاه ولم تعد قادره علي المقاومه....وعند هذا الحد أسرعت بمناداة الطبيب....فلا سبيل الآن سوي الإستعانه به 
ولم يمض أكثر من دقيقه إلا وكان الطبيب حاضرا....وبمجرد أن رأي حالتها تلك حتي عرف أنها تعاني من إنهيار عصبي فأسرع بإعطائها إبره مديئه نامت علي إثرها ونقلت إلي غرفه مجاوره لهذه الحجره....وبالطبع رافقتها تلك السيده الحنون....عايده حتي أنها هي من أبدل لها ملابسها....وجلس بجانبها منتظرا إستيقاظها .
في شقة حمزة 
نجده لايزال بملابسه المبتله تلك ويجلس علي فراشه والهاتف بيده....يبدو أنه قد أنهي مكالمه لتوه....تري مع من كان يتحدث!....مهلا مهلا....اصمتي....أنه يحدث نفسه....هل جن هذا أما ماذا!....ولكن دعونا نسمع مايقول....حمزة بتوعد والله ي ما هسيبك وهوصلك حتي لو كنتي فين....وهخلي أيامك سوده....فاكره يعني لما تهربي ماحدش هيوصلك....بس وديني لأجيبك....هي ديتها يومين ولا تلاته وهتبقي ف إيدي....أنا عارفك غبيه ومش هتبعدي....وأكيد هوصلك بسهوله....وساعتها والله ماهرحمك....ثم انتفض من مقعده بعصبيه وسار بإتجاه غرفة ملابسه وأخذ منامه شتويه ودلف الحمام .
الفصل السادس عشر 
أتمني لكم قراءة ممتعة 
في دار الأيتام 
نجدها تتململ بكسل في نومتها ومن ثم تفتح عينيها بتثاقل لتنظر إلي أرجاء الغرفه وتقول بصوت متحشرج أنا فين .
عايده انتي ف الملجأ ي حسناء....نسيتي ولا ايه .
وهنا تتذكر كل ماحدث وكيف عانت كثيرا ليلة أمس فيعبث وجهها وتمتلئ عينيها بالدموع ومن ثم تبدأ بالبكاء ولكن ليس كأمس....عايده وهي تربت علي كتفها خلاص ي حبيبتي ماعدتيش ټعيطي....واهدي كده عشان تعرفي تتكلمي وتقوليلي أيه اللي حصلك امبارح وخلاكي مڼهاره بالشكل دا....ولكن الآخري لاتزال مستمره في البكاء فتكمل خلاص لو سبب شخصي ومش عايزه تتكلمي فيه أنا مش هضغط عليكي وهسيبك براحتك....بس عشان خاطري اهدي وماتعمليش ف نفسك كده....شوفي عنيكي بقيت حمره وورمت إزاي....وهنا حسناء بدأت تهدأ تماما وتحدثت من بين شهقاتها بصوت مبحوح خلاص سكت اهو وماعدتش هعيط....أنا عايزه أقولك إني.....ولكن قاطعها دخول إحدي العاملات لتعلم السيده عايده بأن الطبيب الخاص بالدار يريد لقائها وهو بإنتظارها في مكتبها....فتتحدث عايده طيب روحي إنتي وأنا جايه وراكي....وبعدما إنصرفت العامله وجهت كلامها لحسناء قائله أنا همشي دلوقتي وهنكمل كلامنا بعدين....اهو حتي تكوني هديتي أكتر .
أومأت لها برأسها ومن ثم خرجت الاخري....وهنا بدأت حيرتها....هل تخبرها بكل ماحدث معها أم تختلق كذبه جديده كعادتها....هل ستساندها أم ستتخلي عنها بحجة أنها لا تريد المشاكل وهذا حقها....فمن ذا الذي يقبل بحماية فتاه هاربه من بيتها وليس كذلك فقط بل مطارده من قبل بلطجيه....وتنتهي حيرتها بحسم الأمر ألا وهو أنها لن تخبرها بأي شئ سوي أنها تركت عملها لأن أصحاب المنزل قد سافروا وأثناء رحلتها إلي هنا كادت أن تتعرض لحاډث فلذا تجد أن أعصابها قد تلفت مما كاد أن يحدث لها....يالكي من كاذبه....انظري الي نفسك....لقد أصبح الكذب يجري في عروقك....فلتخبريني كم من كذبه إختلقتي كي تهربي من واقعك....هيا أجيبي....لم أكن أظن بأن حسناء
39  40  41 

انت في الصفحة 40 من 70 صفحات