القول في تفسير قوله تعالى : فناداها من تحتها ألا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا ..
التفسير الوسيط : ويستفاد من هذه الآية
ثم ذكر– سبحانه – جانبا من إكرامه لمريم في تلك الساعات العصيبة من حياتها فقال:فَناداها مِنْ تَحْتِها أَلَّا تَحْزَنِي، قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا.
وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا، فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً….والذي ناداها يرى بعضهم أنه جبريل- عليه السلام-.
والثانية: بفتح الميم في لفظ مِنْ عـLـي أنه اسم موصول، فاعل نادى وبفتح التاء في تَحْتِها عـLـي الظرفية، أى: فناداها الذي هو تحتها، وهو جبريل- عليه السلام-.
قال ابن عباس: المراد بمن تحتها جبريل، ولم يتكلم عيسى حتى أتت به قومها.. ففي هذا لها آية وأمارة أن هذا من الأمور الخارقة للعادة، التي لله-تبارك وتعالى- فيها مراد عظيم» .
ويرى بعض المفسرين أن المنادى هو عيسى- عليه السلام- فيكون المعنى: فناداها ابنها عيسى الذي كان عند ما وضعته موجودا تحتها.
فناداها من تحتها ألا تحزني قد جعل ربك: تفسير ابن كثير
قرأ بعضهم } من تحتها } بمعنى الذي تحتها ## وقرأ آخرون : { من تحتها } عـLـي أنه حرف جر .
واختلف المفسرون في المراد بذلك من هو ؟ فقال العوفي وغيره ، عن ابن عباس : { فناداها من تحتها } جبريل ، ولم يتكلم عيسى حتى أتت به قومها ، وكذا قال سعيد بن جبير ، والضحاك ، وعمرو بن ميمون ، والسدي ، وقتادة : إنه الملك جبريل عليه الصلاة والسلام ، أي: ناداها من أسفل الوادي .
وقال مجاهد : هو النهر بالسريانية .
وقال سعيد بن جبير : السري : النهر الصغير بالنبطية .
وقال الضحاك : هو النهر الصغير بالسريانية .
وقال إبراهيم النخعي : هو النهر الصغير .