بوكاس والقاضي الحكيم
انت في الصفحة 1 من صفحتين
قصة الأمير والقاضي العادل، هي قصة قصيرة جميلة ورائعة ومعبرة جدا من التراث الإنساني. وتحمل في طياتها عبرة بليغة حكمة رائعة.
واليك في ما لي قصة الأمير والقاضي والحكمة منها، ونرجو أن تنال اعجابك قراءة ممتعة:
قصة الأمير والقاضي
أراد أحد الأمراء أن يتحقق بنفسه من صحة ما قيل عن وجود قاض عادل في إمارته، لا يستطيع أحد من المحتالين أن يخدعه، فتنكر الأمير في زي تاجر. وامتطى جواده، وعند مدخل المدينة اقترب منه رجل كسيح يلتمس صدقه، فأعطاه فاذا الكسيح يتشبث بردائه. الټفت التاجر إلى الكسيح، وسأله : ما الذى تريده بعد؟ ألم أعطك صدقة؟
وقال الكسيح : بلى ، ولكن أفعل معي معروفا، وخذني إلى ساحة المدينة ، فأجابه الى طلبه ، وأردفه خلفه، وفى الساحة رفض الكسيح النزول عن ظهر الجواد.
فنهره التاجر قائلا: ما الذى يجلسك ؟ هيا انزل ، لقد وصلنا.
قال الكسيح: ولم النزول والجواد ملكي؟
وعندما اشتد بينهما النقاش، تجمع الناس حولهما، واقترحوا عليهما الذهاب الى القاضي.
مضى الاثنان إلى القاضي، وكان الناس متجمعين فى المحكمة، والحاجب ينادى على المتخاصمين حسب الدور، فاستدعى القاضي نجارا وسمانا ، كانا يتنازعان نقودا بيد النجار.
قال النجار: اشتريت من هذا سمنا، وعندما أخرجت محفظتي لأنقده الثمن ، أختطفها من يدى محاولا انتزاع النقود ، وهكذا جئنا اليك ، يده على يدى ومحفظتي ، ولكن النقود نقودي.
أما السمان فقال : هذا كڈب. جاء النجار إلى ليشتري سمنا ، وبعد ان ملأت له إبريقا كاملا، طلب منى أن أفك له قطعة ذهبية ، فأخرجت المحفظة ، ووضعتها على الطاولة فأخذها وأراد الهرب، فأمسكت به
من يده ، وجئت به إلى هنا.
صمت القاضي ، ثم قال : اتركا النقود هنا واحضرا غدا.
وعندما حان دور التاجر والكسيح، قص التاجر ما حدث ، ثم أشار القاضي للكسيح أن يأتي بحجته.
قال الكسيح هذا كڈب كله، كنت أمتطي جوادي في ساحة المدينة، أما هو فقد كان جالسا على الأرض فطلب منى أن أحمله، فسمحت له بركوب الجواد ، ونقلته الى المكان الذى يرغب، ولكنه لم يرد النزول، وادعى ملكيته للجواد ، فكر القاضي ، ثم قال : اتركا الجواد عندي، واحضرا غدا. في اليوم التالي اجتمع المتخاصمون للاستماع إلى حكم القاضي.