رواية عاشق ظالم
طلق مراته وروحها بيت اهلها..واختك ياصالح...اختك مش مبطلة عياط من ساعة ما خطيبها كلم ابوك امبارح وفشكل الخطوبة
وضعت فرح يدها فوق فمها تمنع شهقة صدمة من الخروج من تطور الاحداث ترى انصاف تمسك بيد صالح متجمد الوجه كأنه لا يعنيه ولا يهتم بما قالت تهتف بتضرع ورجاء
اتصرف ياصالح كلم اخوك وعقله يابنى علشان خاطر العيال دول ملهمش ذنب...ولا اقولك كلم عادل هو صاحبك برضه وليك خاطر عنده وهيسمع كلامك
مليش فيها الحكاية دى...من هنا ورايح كل واحد يحل مشاكله بنفسه
نهضت انصاف على قدميها تقترب منه تربت فوق ظهره المتخشب قائلة بحزن
عارفة يابنى انك زعلان بس علشان خاطرى انا...وحياة...
قطعها وقد احتقن وجهه تنفر عروقه من شدة غضبه ومحاولته السيطرة عليه يصيح بشراسة
نكست انصاف رأسها بخزى وقد ادركت كم بالغت فى طلبها هذا منه ولم تراعى حرج ولدها الحى فى لهفتها لاصلاح امور ابنائها الاخرين هامسة بحزن وخجل
اڼفجرت فى بكاء مرير تشعر بمدى قسۏتها عليه تهم بالانصراف من امامه لكنه لم يحتمل رؤيتها بتلك الحالة او ان السبب فى حزنها يجذبها اليه
هو يزفر بقوة وقائلا بأسف وندم
لا ياما حقك عليا انا... معلش استحملينى بس والله ڠصب عنى وعلى عينى ارفضلك طلب
حاضر ياما هعمل كل اللى تأمرى بيه..بس ادينى يومين بس يمكن انسى فيهم.. وانا بعدها تحت امرك
اخذت انصاف تدعو له بقلب وعيون حانية وهو ينحنى عليها مقبلا جبهتها ثم يتحرك نحو الباب تصاحبه دعوات والدته لكن توقفت خطواته امام فرح تلتقى نظراتها بنظراتها الملتمعة بالفخر وقفت تتابع ما يحدث بصمت للحظات قالت فيهم عيونهم الكثير والكثير قبل ان يفصم نظراتهم ثم يغادر المكان فور لتتنهد بعمق ثم تتحرك ناحية انصاف والتى مازالت تبكى لتضمها اليها بحنان تواسيها بالكلمات لكن كان عقلها وروحها مع من غادرهم منذ قليل
قالها شاكر شقيق امانى مستنكرا لانور الجالس امامه باسترخاء ولا مبالاة ليعيد عليه انور طلبه بنفس التعبيرات الهادئة وصوت الواثق
عاوز اتجوز اختك يا شاكر..ايه مسمعتش من اول مرة ولا ايه
شاكر بحدة وهو يخبط كفيه فوق المكتب امامه پعنف
لا سمعتك بس بتأكد اصل مش متخيل انك اتهبلت فى عقلك علشان تطلب طلب زى ده منى
ليه ياخويا مش قدم المقام ولا منطولش زى سى صالح بتاعكم
شاكر بابتسامة سمجة ومغيظة قائلا
اديك قلتها بنفسك يا ظاظا مش محتاجة تفكير هى
احتقن وجه انور يهتف بغيظ
بقى كده يا شاكر..ليه دانا ناوى ادفع مهر للمحروسة اختك مدفعش فى اجدعها بنت بنوت وانت تقولى كده
التمعت عين شاكر بالطمع وتتغير تعبيرات وجهه للنقيض قائلا بصوت خانع طامع
محدش قال حاجة يا انور..بس الموضوع جه على غفلة ومحتاج منا تفكير انت عارف ان امانى صالح لسه لحد النهاردة عاوز يرجعها لعصمته وهى ميالة انها ترجعله فى سيبنى كده يومين تلاتة وانا هرد عليك
انور وقد ارتسمت ابتسامة نصر وتشفى فوق شفتيه وقد علم الاجابة منذ الان فهو اعلم الناس بجشع شاكر واهتمامه بمصالحه دون ان يبالى بغيره حتى ولو كانت شقيقته وهذا ما يقوم باللعب عليه فأن كانت حساباته صحيحة فستقوم خطواته هذه بتحريك المياة الراكدة وينال ما يبتغاه بعد فشل كل خطواته السابقة يدعو من قلبه ان تكون هذه هى الخطوة الصحيحة والقاضية ليجيب شاكر وعينيه تبعث اليه برسالة فهمها على الفور
وانا مستنى ياشاكر وتحت امركم فى كل طلباتكم بس المهم الرد بالموافقة من ست اختك
اومأ شاكر له بالموافقة يمد يده له بالسلام ضغطا فوق يدى انور بقوة اجابة على رسالته قائلا بترحاب
تمام ياانور... واحنا مش هنتأخر فى الرد عليك
دخل الى محل عمله بعد زيارة سريعة الى احدى مخازنهم ليجد احدى فتيات الحارة تجلس فوق احدى المقاعد المقابلة لمكتبه وهى تضع قدم فوق اخرى وتهزها بعدم اهتمام وفى فمها علكة تمضغها ببطء وهى تبتسم بتلاعب لسيد العامل لديه وقد وقف مستند بأسترخاء على الحائط يسيل لعابه حرفيا عليها غافلا عن دخوله ليهتف به صالح بحدة جعلته ينتفض واقفا باعتدال وهو الفتاة والتى ما ان لمحته حتى اسرعت بالنهوض تهرول نحوه وعى تصيح بصوت باكى دون دموع
الحقنى ياسى صالح انا فى عرضك ياخويا
رمق صالح سيد العامل لديه پغضب جعله يغادر المكان فورا بخطوات سريعة قبل ان يلتفت الى الفتاة قائلا بترحاب فاتر
اهلا ياصفاء ازيك...خير ان شاء الله
صفاء وهى تقترب منه حتى كادت تلتصق به وهى مازالت تنوح بصوتها
الراجل صاحب البيت عاوز يطردنا بره انا وامى واخواتى علشان يعنى ما اتأخرنا عليه فى الاجرة كام شهر..يرضيك كده ياسيد الرجالة
تراجع صالح عنها للخلف خطوتين قائلا بوجه متجهم وصوت جاف
طيب ياصفاء روحى انتى وانا هكلمه ونشوف الموضوع ده وهنوصل لحل ان شاء الله
ضحكت صفاء ضحكة انوثية مغرية قائلة بعدها وهى تمر عينيها عليه بأعجاب سافر وقح
تسلم ليا يا سيد الحارة كلها..كنت عارفة انك مش هتكسفنى ابدا
واقتربت منه اكثر
كانت فرح تقف على باب المحل تنظر الى المشهد امامها بدم يفور ويغلى وهى تتخصر وسطها بيديها تهز قدمها پغضب وقد نزلت الى هنا حتى تتحدث اليه وتخبره عن ذهابها لزيارة شقيقتها برغم انها قد حصلت على موافقته من قبل فى الهاتف ولكنها وجدتها فرصة لرؤيته والتحدث معه بعد انتظارها له فى شرفة منزلهم تنزل اليه فور رجوعه لتفاجىء بهذا المشهد امامها فلم تستطيع التحكم بنفسها وهى تدلف الى الداخل صائحة بتهكم وقد اعمتها غيرتها
وهو الشكر ياست صفاء مينفعش وانت ايدك جنبك ياحبيبتى
توترت صفاء وهى تلتفت اليها تهتف بترحاب مزيف برغم الحقد فى عينيها
فرح! ازيك ياحبيبتى وحشانى والله
لم يلقى ترحيبها القبول من فرح تتقدم للداخل وهى تتطلع لصفاء من اسفلها لاعلاها قائلة بنفور
كان نفسى والله اقولك وانتى كمان..بس مش قادرة
وفجأة نكزتها
بحدة فى كتفيها تهتف بها بشراسة استدعت تحرك صالح للتدخل هو يحاول ابعادها عنها وقد علم بما هو ات
تانى مرة يا حلوة يا امورة ايدك جنبك لتوحشك.. فاهمة ولا تحبى افهمك بطريقتى
شهقت صفاء تتصنع الصدمة والذهول توجه حديثها الى صالح والذى امسك بفرح بين ذراعيه بعد ان تحولت الى نمرة شرسة تسعى للقتال قائلة بميوعة
عجبك كلامها