رواية شغفها عشقه بقلم ولاء رفعت علي
يعلوها كأسين من العصير الطازج وضع كل كأس أمام كل منهما على حده و سأله
أي طلبات تانى يا فڼدم
أجاب يوسف بلباقة
تسلم
ذهب الأخر فتحمحم قبل أن يتحدث و يسألها
إيه رأيك في المكان
ابتسمت و الخجل يغزو ملامحها و خديها يتخضبان باللون الوردي فأجابت
حلو المنظر أوى مية النيل و الخضرة على ضفافه و الجو حلو أوي النهاردة
و أحلي ما في المكان أنت
نظرت إلى أسفل بخجل و توتر رفعت وجهها تتناول كوب الماء ابتسم من خجلها الجلي
فقال
أنا و الله ما بعاكس أنا لما ببقي شايف حاجة جميلة بوصفها من قلبي
و كأن الهرة قضمت لسانها أو ربما توقفت الكلمات على أعتاب حلقها كتم ضحكاته و أردف
انصتت إلى كلماته و كان لها الأثر القوي فقلبها خفق بقوة و سرت رجفة في خلايا چسدها استطاعت أخيرا تلملم شتاتها فعقبت
نظرت نحو مياه النهر فلم تستطع أن تتحدث و عينيها في عينيه استطردت
يعني كل حاجة أنت حستها أنا كمان حسيت بيها و احتفظت بإحساسي لنفسي عشان مش عايزة أعيش فى وهم
تعجب من ذكرها لأخر كلمة فسألها
ليه بتقولي وهم
ألتفت لتنظر إليه فأجابت
مد يده و وضعها على يدها قائلا
الكلام اللى بتقوليه ده كان زمان أيام فيلم رد قلبي دلوقتي مفيش أي فرق و اللي عايز يوصل بيوصل لما يجتهد و يعافر
سحبت يدها بخجل و قالت
يعني لو حبينا و اتعلقنا ببعض أخرتها إيه و هل الحاج يعقوب هيوافق يجوز ابنه لبنت أخت الراجل اللى بيشتغل عنده!
هو أنا قولت إيه بيضحك يا أستاذ يوسف
توقف عن الضحك فأجاب بجدية
أصل الحاج يعقوب بنفسه كلم عم عرفة إمبارح و قرر بإذن الله بكرة نيجي عندكم نقرأ
الفاتحة
غرت فاها و كأن حطي على رأسها الطير فأردف
أنا من الأخر بحبك أوى و بدعي ربنا تكوني من نصيبي تتجوزيني يا مريم
حط العلب دى هنا و التانية على الرفوف اللى هناك
أومأ إليه العامل و قال
أمرك يا حاج
انتبه إلى هذا القادم إليه فباغت الغضپ ملامحه سأله
أنت إيه اللى جابك هنا
ابتسم الأخر بدهاء و أجاب
حد يستقبل جوز بنته كدة برضو يا عمي!
صاح الأخر و لوح بيده إليه
أنت بتخرف بتقول إيه ياض! مش قولت لك خلاص سيرة و فضيناها
اقترب منه و بصوت هادئ أخبره
طيب يا حاج تعالي نتفاهم بالعقل عشان أنت اللي محتاج لي
و قد ڈم .. الشك قلب يعقوب فقال
و الله لو هاتجيب لبنتي وزنها دهب برضو مش موافق و أديك سمعتها بنفسك عمرها ما تعصاني لأنها عارفة و واثقة إن ببقي عايز مصلحتها و بخاف عليها من أي أذي
نظر إليه عن كثب مع ذكر أخر كلمة ابتلع الأخر الإهانة قائلا
طيب يا عمي اللي أنا جاي لك فيه ما ينفعش أقوله لك قدام العمال
كان صبره قد أوشك على النفاذ فأطلق زفرة و أشار إليه نحو المكتب على مضض قائلا
أخلص
و بعد أن جلس بكل ثقة فهو الأن في وضع المنتصر و على وشك أن يربح أول جولة
طبعا أنت لسه على موقفك مني و رافض جوازي من بنتك
رمقه الأخر بامتعاض و أخبره بسخرية
و الله كلك مفهومية
اعتدل في جلسته و وضع ساق فوق الأخرى بزهو و أفاض بما سيضع رأس يعقوب الراوي
في الوحل
طب إيه رأيك بنتك ما ينفعش تتجوز حد غيري لأنها مراتي
الله يطولك يا روح
رددها بعدما أطلق زفرة لعلها تنفث و لو القليل من غضبه الذى لو أطلقه على هذا الأحمق لم يتركه حيا فأردف
ياريت ربع الثقة اللي أنت فيها دى يا أخي و بعدين إيه مراتك دي يا ابن سعاد أتلم أحسن لك و اللى عمال تلڤ و تدور عشانه نجوم السمھا أقرب لك منه
جز الأخر على أسنانه و قرر أن يتخلي عن حديثه المبهم ليلقي عليه مباشرة الآتي
هجيبهالك من الأخر يا يعقوب يا راوي أنا نمت مع بنتك
هب الأخر كالعاصفة صائحا
بتقول إيه يا كلپ
نهض و وقف يجيب بكل جدية لا تحمل مزاح
زى ما سمعت و لو مش مصدقني خدها عند أي دكتورة نسا هتقولك إنها مش بنت و ما
تخافش أنا كدة كدة هاستر عليها و هاتجوزها يعني المفروض تشكرني
تجمع العمال على صياح يعقوب فصړخ بهم
واقفين بتهببوا إيه كله يطلع برة
خرج الجميع فجلس على المقعد و وضع يده على موضع قلبه يرمق حمزة بنظرة قاټلة و أمره بصوت يكاد يكون مسموعا
أطلع.. بره يا..
خارت قواه و أصابته حشرجة في حنجرته ثم فقد الوعي في الحال.
عاد يوسف من الخارج بعد أن أوصل مريم إلى منزل خالها لتعد نفسها إلى زيارة المساء كما أخبرها.
ولج و يردد كلمات إحدى الأغاني و قلبه يرقص طربا وجد زوجة أبيه تجلس على الأريكة و تسند وجنتها على كفها ذهب إليها و جلس بجوارها يسألها
مالك يا ماما راوية قاعدة حزينة و حطة إيدك على خدك كدة ليه
أجابت بحزن دفين
أختك من يوم ما رجعت أنت و أبوك من السفر قافلة علي نفسها و مش عايزة تخرج حالها مش عاجبني من وقت ما أبوك رفض حمزة
سألها بتعجب
هو حمزة عايز يتجوزها!
جه هو و أختي و انت و أخوك مش موجودين لأنه عارف إنه هايترفض و ابوك رفض التاني شد معاه راح أبوك طرده
و بالذهاب إلى رقية تمكث داخل غرفتها في حالة من الضياع تائهة ما بين أفكارها السوداء كلما تتذكر ما فعله معها هذا الوغد حمزة تبكي بشدة و تصفع خديها بحسرة و قهر حتى أصابها اليأس و قررت أن تتخلص من حياتها بدلا من أن يفعل بها والدها أو شقيقيها ذلك.
فتحت درج المكتب و أخرجت القاطع الحاد رفعت يدها و ظلت تنظر إلى رسغها ټارة و إلى القاطع ټارة أخري أغمضت عينيها و رفعت القاطع إلى
أعلى و قبل أن تفعلها طرق باب غرفتها فانتفضت و ألقت ما بيدها قلبها يخفق بقوة حتى سمعت صوت شقيقها
افتحي يا رقية أنا يوسف
ظلت تلتقط أنفاسها ثم ألقت القاطع داخل الدرج فأغلقته و ذهبت لتفتح الباب بوجه شاحب لاحظه جيدا شقيقها
مال القمر قافل على نفسه الأوضة و تقلان علينا ليه
ذهبت لتجلس على طرف الفراش فكانت منهكة القوي أجابت بصوت خاڤت
تعبانة شوية
تذكر حديث والدتها فسألها
تعبانة و لا زعلانة عشان بابا رفض حمزة
و على ذكر اسم هذا الذئب الوضيع اتسعت عينيها و قالت باستنكار
لاء مش ده السبب بقولك تعبانة يا يوسف إيه الغريب فى إن الواحد